وكما يحسن في عُرْف التربية أن يؤخذ الصغيرُ بالشدة في بعض الأحيان، وأن يعاقب بالحرمان من بعض ما تمليه إليه نفسه-فإنه يجب في التربية الدينية للكبار المكلفين أن يؤخذوا بالشدة في أحيان متقاربة كمواقيت الصلاة {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} .
أو متباعدة كشهر رمضان، فإنه لا يأتي إلا بعد أحد عشر شهرًا كلها انطلاق في الشهوات، وإمعانٌ فيها، واسترسال مع دواعيها.
وإن شهرًا في التقييد الجزئي بعد أحد عشر شهرًا من الانطلاق الكلي لقليل، وإن جزءًا من اثني عشر جزءًا في حكم المقارنات النسبيبة - ليسير.
ولكنه يسر الإسلام الذي ليس بعده يسر، وسماحته التي ما بعدها سماحة.
إن في الصوم جوعًا للبطن، وشبعًا للروح، وإضواءً للجسم، وتقوية للقلب، وهبوطًا باللذة، وسموًّا بالنَّفْس.
في الصوم يجِدُ المؤمنُ فراغًا لمناجاة ربه، والاتصال به، والإقبال عليه، والأنس بذكره، وتلاوة كتابه.