بنت معوذ رضي الله عنها أنها قالت: "كنا نُصَوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن، أي الصوف، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يأتي موعد الإفطار".
ومما يدل على أنهم كانوا يصومون أبناءهم، ما ورد "أن عمر رضي الله عنه أتي برجل شرب الخمر في رمضان، فوبخه، وقال له: كيف تفطر وصبياننا صيام، ثم أمر به وجلده ثمانين سوطا".
إن تعويد الأطفال على الصيام، ربط، لهم بالشعائر الدينية منذ الصغر، حتى إذا وجبت عليهم ألفوها ولم يستنكروها، وتكون قلوبهم قريبة من أجواء العبادة، على مسمع منها، يحسون بروحانيتها، فالأطفال قد ولدوا على الفطرة، وآباؤهم هم الذين يغرسون في أفئدتهم الغَضَّة حب الخير، وحب الطاعة والعبادة، من خلال تصرفاتهم أمامهم، وتوجيهاتهم لهم، فإن الطفل كالجهاز اللاقط، يقلد كل ما يفعل أمامه، ويثبت في فكره وخياله، فهو يحاكي أباه في أفعاله فتراه يتوضأ مثل أبيه، ويصلي مثله، ويعمل كعمله، وإن كان لا يدرك الهدف من ذلك، والعكس تماما فهو إذا لم يتعود على رؤية شيء من العبادات أمامه فإنه ينشأ خاليَ الوفاض، فالوالدان ينبغي أن يكونا قدوة للأبناء في السلوك والتعامل، وقبل ذلك في العبادة، فينبغي ربطهم بكتاب الله تعالى، وبالشعائر الدينية، والأخلاق الفاضلة، وتوجيههم إلى كل ما يؤدي إلى ربطهم وبالدين والتعلق بمعالي الأمور، وحميد الأخلاق، وعظيم الفضائل، والبعد عن سفاسف الأمور،
وينشأ ناشئ الفتيان منا ... على ماكان عوَّده أبوه