وزيادة إيمانه، {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً} [سورة الأنفال، آية (2) ] ، وكان رسول الله صلى الله عليه واسلم يبكي عند القراءة، قال عبد الله بن الشخير رضي الله عنه: "دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسمعت في صدره أزيزا كأزيز المرجل من البكاء"، رواه أحمد والنسائي. وكذلك كانت أحوال الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح رحمهم الله.
لكن المشاهد من حال البعض، أن بكاءهم في صلاة التراويح يكون في أثناء القنوت، ويرفعون أصواتهم بالبكاء، بحيث، يشوّشون على إخوانهم المصلين، فهؤلاء مثابون على قدر نياتهم، ولكن ينبغي أن نتأمَّل أحوال السلف في ذلك، وإمامنا، وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان تأثره من قراءته في صدره، بحيث يكون بكاؤه في صدره دون، صوت، وكذلك أصحابه رضي الله عنهم عند سماعهم القرآن كانت تفيض دموعهم، وتقشعر جلودهم دون أن يحدثوا صراخا، أو رفعا لأصواتهم، وهم أدرى الأمة وأعرفها، وأقرب الناس لهدي المصطفى عليه الصلاة والسلام.
منع القُرانُ، بوعده ووعيده ... مُقَلَ العيون بليلِها لا تهجع
فهموا عن الملك العظيم كلامه ... فهما تذل له الرقاب وتخضع