وقال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لو تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم" رواه مسلم.
وكان بعض السلف إذا صلى صلاة استغفر من تقصيره فيها، كما يستغفر المذنب من ذنبه، فلازم أيها المسلم الاستغفار في شهر الصيام وسائر الأيام، وضاعفه في هذه الأيام المباركة، أيام شهر العتق من النار، فإن رمضان فرصة عظيمة، فاغتنمها، وبالأخص عند تمام أعمالك، فإن الاستغفار ختام الأعمال الصالحة كلها، إذ به يختم الحج وتختم الصلاة، وقيام الليل، وهو ختام المجالس، فإن كانت ذكرا كان كالطابع عليها، وإن كانت لهوا كان كفارة لها، روي عنه عليه الصلاة والسلام: "ما أصرَّ من استغفر وإن عاد"، رواه أبو داود، وتعلق رجل بأستار الكعبة وهو يقول: "اللهم إن استغفاري مع إصراري لؤم، وإن تركي الاستغفار مع علمي بسعة عفوك لعجز، فكم تتحبب إلي بالنعم مع غناك عني، وأتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك، يا من إذا وعد وفى، وإذا توعد تجاوز وعفا، أدخل عظيم جرمي في عظيم عفوك يا أرحم الراحمين.
يا رب عبدك قد أتـ ... ـاك، وقد أساء وقد هفا
يكفيه منك حياؤه ... من سوء ما قد أسلفا
حمل الذنوب على الذنـ ... ـوب الموبقات وأسرفا
وقد استجار بذيل عفـ ... ـوك من عقابك ملحفا
رب اعف عنه وعافه ... فلأنت أولى من عفا