نام کتاب : طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها نویسنده : عبد الرشيد عبد العزيز سالم جلد : 1 صفحه : 93
كانت منتشرة في مجتمعات ما قبل الإسلام. تلك المجتمعات التي كان يأكل فيها قويهم ضعيفهم، ويستغل غنيهم فقيرهم ولا فضل للغني إلا أنه ذو مال، ولا ذنب للفقير سوى أن ظروف حياته لم تساعده على كسب المال وتوفره. وحل الجشع مكان الرحمة، فتقاضى الأغنياء ممن يداينونهم زيادة على رءوس أموالهم نظير تأجيل قضاء ديونهم. ومن هنا نشأت جماعات الثروة الفاحشة. وتكونت الرأسمالية الباغية، التي كان من نتيجتها الاستعباد والاسترقاق والإذلال بمختلف صنوفه وأخذت كل طائفة تتربص بالأخرى، فالغني يتربص بالمحتاج ليسلبه حريته ووجوده، والمحتاج يتربص بالغني ليسرقه أو يقتله أو يفسد عليه حياته، وأصبح المجتمع أشبه بغابة ليس فيها إلا الناب والظفر والتربص والغدر. وكان لا بد من القضاء على ذلك، ليحل محله التعاون والتراحم، فحرم الإسلام الربا بكل أشكاله وألوانه كما حرم كل كسب -فيه شبهة- يحصل عليه الإنسان, وبذلك نقل المجتمع إلى صورة العدالة والمحبة والإخاء تلك الصورة التي تتضح كاملة في قول الله تعالى: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} . [سورة الروم الآيتان: 38، 39]
وأحب أن أشير إلى أن الربا محرم أيضا في اليهودية والمسيحية، وقد جاء ما يدل على ذلك في الكتب المنسوبة إلى موسى عليه السلام, ففي الإصحاح الثالث والعشرين من سفر التثنية.
"لا تقرض أخاك ربا. ربا فضة أو ربا طعام أو ربا شيء ما مما يقرض بربا".
نام کتاب : طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها نویسنده : عبد الرشيد عبد العزيز سالم جلد : 1 صفحه : 93