في كلية الآداب فتحذو حذوها غيرها من الكليات وتبوء أنت بإثم ذلك كله؟ وتريد
للفتيات في صراحة هذا الاختلاط وتحثهن عليه وتدعوهن إليه ولا تقل إن هذا من عمل
غيرك فيداك أوكتا وفوك نفخ وما تحمس لهذا ودعا إليه وحمل لواءه واستخدم نفوذه في
تحقيقه أحد كما فعلت ذلك أنت ولعلك تعتبر هذا من مآثرك ومفاخرك ولكني أخالفك يا
دكتور وأصارحك بأن هذا الاختلاط ليس من الإسلام وقد رأينا - وسترى - ما كان
وما سيكون له من آثار) اهـ.
وقالت (درية شفيق) :
(وفي سنة 1932 ظهرت صورة للدكتور " طه حسين " بك في نادي الجامعة وعلى
يمينه ويساره الطلبة والطالبات جلوساً يتناولون الشاي وقامت القيامة لهذه الصورة
البريئة التي تضرب المثل للأبوة في وجود العميد و " الإخوة "! في جلسة الطلبة
والطالبات واتخذت الصورة تكأة يتخلص بها الرجعيون من (طه حسين) و (لطفي
السيد) ووقف الرجعيون في مجلس النواب يحملون على الجامعة ورجالها فكرة تعليم
البنات فيها ويرون ذلك فضيحة من الفضائح يجب أن تحول دونها الحكومة) [326] اهـ.
وفي غرة المحرم 1356 هـ (الموافق 14 مارس 1937 م) زحف موكب كبير من
طلبة الجامعة المصرية والأزهر ودار العلوم يزيد على أربعة آلاف نسمة ومن خلفهم
أضعافهم من ولاة أمور الطلاب واتجه الموكب إلى قصر الأمير (محمد علي) رئيس
مجلس الوصايا مطالبين بتعميم التعليم الديني والتربية الإسلامية في جميع أدوار التعليم
إلى نهاية درجته العليا وفصل الشابات عن الشبان في الجامعة المصرية كما هو الحال
في أدوار التعليم التي قبل الجامعة والاهتمام بالتربية بقدر الاهتمام بالتعليم) [327] اهـ. [326] من " تطور النهضة النسائية في مصر " ص (72) .
(327) " إهابة " للكاتبة " عزيزة عباس عصفور " ص (128، 133) ، وقد كان لهذه المطالب صدى واسع لدى المؤيدين والمعارضين وفي هذا الكتاب " إهابة " جمعت الكاتبة النشرات والمقالات التي باركت تلك الحركات الإسلامية الطلابية فراجعه إن شئت.