وصفقت النساء لهذا الهتك المشين ... ونزعن الحجاب
ومن ذلك اليوم أسفرت المرأة المصرية استجابة لـ " رجل الوطنية " سعد وأصبح الحجاب نشازاً في حياة المسلمة المصرية ...
لقد فعل " سعد " بيده ما دعا إليه اليهودي القديم بلسانه فكلفه دمه [140] أما سعد.....؟! (141)
ويستنكر الشيخ " مصطفى صبري " رحمه الله هذه الجريمة التاريخية البشعة قائلاً:
(وكأني بعلماء الدين سكتوا عند وقوع تلك الحادثة احتراماً لسعد أو انتقده عليه قليل منهم من غير تصريح باسمه كما هو المعتاد عند علماء مصر في النقد ولكن النهي عن المنكر ليس بجهاد مع الهواء وإن الحق وخاطر الإسلام أكبر من سعد وألف سعد وإني تذكرت هنا سعداً الصحابي رضي الله عنه وقول النبي " فيه [142] : أتعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه والله أغير مني) [143] اهـ [140] لعله يشير إلى ما رواه بن هشام عن محمد بن إسحاق (وذكر عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة عن
أبي عون، قال: كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته في سوق بني قينقاع
وجلست إلى صائغ بها فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى
ظهرها فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان
يهودياً وشدت اليهود على المسلم فقتلوه فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضبت المسلمون
فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع) اهـ
من " السيرة النبوية " لابن هشام مع " الروض الأنف " للسهيلي (3/ 137) .واسناده مرسل معلق،
انظر: (دفاع عن الحديث النبوي والسيرة) للشيخ ناصر الدين الألباني ص (26 - 27) .
(141) " المرأة المسلمة " للشيخ وهبي سليمان غوجي الألباني ص (188) . [142] متفق عليه من حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال سعد بن عبادة - رضي الله عنه -: " لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته
بالسيف غير مصفح " فبلغ ذلك رسول الله " فقال: " تعجبون من غيرة سعد؟ والله لانا أغير منه والله
أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن " الحديث " جامع الأصول - في أحاديث
الرسول " " بتحقيق الأرناؤوط (8 /432) .
(143) " قولي في المرأة " للشيخ مصطفى صبري رحمه الله (ص 74 - 75) .