نام کتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي نویسنده : كمال الدين عبد الغني المرسي جلد : 1 صفحه : 64
يغيره، وقال أبو سفيان: إني لا أقول شيئًا, أخاف أن يخبر به رب السماء, فأتى جبريل -عليه السلام- النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبره بما قالوا، فدعاهم وسألهم عما قالوا, فأقروا: فأنزل الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} , وزجرهم عن التفاخر بالأنساب والتكاثر بالأموال والازدراء بالفقراء.
وكان ثابت بن قيس بن شماس يحب أن يجلس إلى جنب رسول الله -صلى الله عليه سلم؛ لأنه كان في أذنه وقر, فكان إذا أتى أوسعوا له حتى يجلس إلى جنبه، فجاء يومًا وقد أخذ الناس مجالسهم, فجعل يتخطى الرقاب ويقول: تفسحوا تفسحوا، فقال له رجل: قد أصبت مجلسًا فأجلس، فجلس ثابت مغضبًا، فغمز الرجل فقال: من هذا؟ فقال: أنا فلان، فقال ثابت: ابن فلانة, وذكر أمًّا كانت له يعيَّرُ بها في الجاهلية، فنكَّس الرجل رأسه استحياءً، فأنزل الله -سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ} [1] الآية, وقيل أيضًا: إن قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [2]. نزلت في ثابت بن قيس، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الذاكر فلانة؟ فقال ثابت: أنا يا رسول الله, فقال: انظر في وجوه القوم, فنظر فقال: ما رأيت يا ثابت؟ فقال: رأيت أبيض وأحمر وأسود، قال: فإنك لا تفضلهم إلّا في الدين والتقوى[3].
لقد كان كلام الله بالنسبة لهم المنهاج اليومي الذي يتلقونه ليعملوا به فورًا, فلا يتخلَّف أحدٌ منهم ولا يتباطأ منهم فرد, بل يسارعون إلى التنفيذ والتلبية. [1] الحجرات: 11. [2] الحجرات: 13. [3] أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري: أسباب النزول, الطبعة الثانية "1378 هـ - 1986م" مكتبة ومطبعة مصطفى البابي بمصر.
نام کتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي نویسنده : كمال الدين عبد الغني المرسي جلد : 1 صفحه : 64