responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدرة الغراء في نصيحة السلاطين والقضاة والأمراء نویسنده : الخَيْربَيْتي    جلد : 1  صفحه : 221
وَأما حَال الْوَزير فِي الْخصْلَة الرَّابِعَة وَهِي التَّحَمُّل مَعَ الْملك: فَيَنْبَغِي للوزير التَّحَمُّل إِذا غضب الْملك للوزير، وَلَا يَقع فِي قلب الْوَزير كدوره من ذَلِك الْغَضَب، وَلَا يكون الْوَزير عبوس الْوَجْه من ذَلِك الْحَال، وَيتَكَلَّم مَعَ الْأَمِير كَلِمَات ليطفيء نَار غضب الْملك، ويحترز فِي المكالمة مَعَ الْأَمِير عَن الْكَلَام الَّذِي يتَوَلَّد مِنْهُ الْغَضَب والحقد، ويجتهد الْوَزير أَلا يخرج الْملك إِلَى الْقِتَال إِلَّا فِي غَايَة الضَّرُورَة، فَإِن كَانَ جند الْخصم كثيرا وجند الْملك قَلِيلا يَنْبَغِي للوزير أَن يُقَوي قلب الْملك بقوله تَعَالَى: {كم من فِئَة قَليلَة غلبت فِئَة كَثِيرَة بِإِذن الله وَالله مَعَ الصابرين} (الْبَقَرَة 249) . وَأَن يلقى الْوَزير فِي غَالب الْأَوْقَات على قلب الْملك أُمُور الدّين، والأمور الَّتِي فِيهَا مصلحَة الرّعية وراحة الرّعية، وَلَا يلقى الْوَزير فِي قلب الْملك الْأُمُور الَّتِي فِيهَا فَسَاد الرّعية وَفَسَاد الدّين، وَأَن يدل الْوَزير الْملك على الْخيرَات، فَإِذا كَانَ الْوَزير متصفا بِهَذِهِ الصِّفَات الحميدة، ومتزينا بِهَذِهِ الْآدَاب الشَّرِيفَة (والأخلاق المرضية) ، يكون حِينَئِذٍ عضد السلطنة والمملكة قَوِيا، كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: {سنشد عضدك بأخيك} . (الْقَصَص 35) ، وَالله الْمُوفق.
وَأما الْحَالة الثَّالِثَة للوزير وَهِي الَّتِي بَين الرّعية والوزير: فَيَنْبَغِي للوزير أَيْضا أَن يُرَاعِي فِي هَذِه الْحَالة أَربع خِصَال أَيْضا: الأول: الاسْتقَامَة. وَالثَّانِي: الْعُلُوّ. وَالثَّالِث: الثَّبَات. وَالرَّابِع: التَّحَمُّل.
أما حَال الْوَزير فِي الاسْتقَامَة مَعَ الرّعية: فَيَنْبَغِي للوزير أَن يعِيش بَين الرّعية بِالْعَدْلِ والإنصاف، وَيكون أشْفق الْخَلَائق فِي كل أَحْوَال الرّعية، ويشتغل فِي جَمِيع عمره بالاعتناء بشأنهم كالحدقة للعين، وَيقبل الْوَزير الزحمة على نَفسه، لتَكون الرّعية فِي الرَّاحَة عَن الْأُمُور الشاقة.
وَهَذِه الْمعَانِي إِنَّمَا تحصل للوزير إِذا كَانَ الْوَزير حَرِيصًا على عمَارَة الْولَايَة، وزراعة الدهاقين، وَالْحَال أَلا يكون الْملك حَرِيصًا فِي جمع المَال، فَإِن كَانَ

نام کتاب : الدرة الغراء في نصيحة السلاطين والقضاة والأمراء نویسنده : الخَيْربَيْتي    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست