responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سراج الملوك نویسنده : الطرطوشي، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 131
رضي الله عنه الخطاب فأكل عمر خبز الشعير، وكان قبل ذلك لا يأكله فاستنكره بطنه فصوت فضربه بيده وقال: هو والله كما ترى يوسع الله على المسلمين! وقال أبو عثمان النهدي: رأيت عمر بن الخطاب يطوف بالبيت وعليه جبة صوف فيها اثنتا عشرة رقعة إحداها أديم أحمر. وقال عطاء بن السائب: استعمل عمر بن الخطاب السائب بن الأقرع على المدائن، فدخل إيواناً من إيوان كسرى، فإذا صنم يشير بإصبعه إلى الأرض وقد عقد أربعين فقال: والله ما يشير هذا إلى الأرض إلا وثم شيء، فاحتفروا فاستخرجوا سفطاً فيه جوهر، فكتب إلى عمر: أما بعد فإني دخلت إيواناً من إيوان كسرى فرأيت كذا وكذا، فاحتفرت فوجدت سفطاً فيه جوهر فلم أجد أحق به منك يا أمير المؤمنين، لم يكن من فيء المسلمين فأقسمه بينهم إنما أصبنا شيئاً تحت الأرض. فلما قدم السفط على عمر وعليه خاتم السائب، فرأى عمر فيما يرى النائم كأن ناراً أججت وهو يراد أن يلقى فيها، فكتب إلى السائب أن أقدم علي.
قال: فقدمت عليه وهو يطوف في إبل الصدقة، فطفت معه نصف النهار ثم دعا بماء فاغتسل ودعا لي بماء فاغتسلت، ثم ذهب إلى منزله فأتى بلحم غليظ وخبز متحمش ثم قال: انظر من على الباب فإذا أسودان من أهل الصفة، فأذن لهم فجعل يأكل معهم، فإذا لحم غليظ لا أستطيع أن أسيغه، وقد كنت تعودت درمك أصبهان إذا وضعته في فمي نزل بطني، ثم دعا بالسفط فقال: أتعرف خاتمك؟ قلت: نعم. قال: كتبت ترفق بي تزعم أني أحق به، من أين أصبته؟ فأخبرته قال: اذهب فاجعله في بيت مال المسلمين حتى أقسمه بينهم.
وقال قتادة: قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام، فصنع له طعام لم ير قبله مثله فقال: هذا لنا فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا وهو لا يشبعون من خبز الشعير؟ قال خالد بن الوليد: لهم الجنة فاغرورقت عينا عمر وقال: لئن كان حظنا في هذا الطعام وذهبوا بالجنة، لقد باينونا بوناً بعيداً. وقال عبد الله بن عمر العمري: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قدم الشام قال لأبي عبيدة: اذهب بنا إلى منزلك. قال: ما تريد إلا أن تعصر عينيك علي! قال: فدخل منزله فلم ير شيئاً. فقال عمر: أين متاعك لا أرى إلا لبداً وشناً وصحفة وأنت أمير أعندك طعام؟ فقام أبو عبيدة إلى جرابه فأخرج منه كسيرات، فبكى عمر فقال أبو عبيدة: قد قلت إنك تعصر عينيك علي يا أمير المؤمنين يكفيك من الدنيا ما بلغك المقيل! فقال عمر: غرتنا الدنيا بعدك يا أبا عبيدة! وقال النخعي: بعث عمر بن الخطاب مصدقين فأبطئوا عليه وبالناس حاجة شديدة، فجاءوا بالصدقات فقام فيها متزراً بعباء يختلف في أولها وآخرها يقول: هذه لآل فلان حتى انتصف النهار وجاع، فدخل بيته حتى إذا أمكن أكله أكل ثم قال: من أدخله بطنه النار أبعده الله! وقال طاوس: أجدب الناس على عهد عمر بن الخطاب، فما أكل سمناً ولا سميناً حتى أكل الناس. وقال سعيد ابن جبير: إن علياً رضي الله عنه قدم الكوفة وهو خليفة، وعليه إزاران قطريان قد رقع إزاره بخرقة ليست بقطرية من وراءه، فجاء أعرابي فنظر إلى تلك الخرقة فقال: أمير المؤمنين، كل من هذا الطعام والبس واركب فإنك ميت أو مقتول! قال: إن هذا خير لي في صلاتي وأصلح لقلبي، وأشبه بسنة الصالحين قبلي وأجدر أن يقتدى بي من أتى بعدي.
وقال الحسن: إن عمر بن الخطاب بينما هو يعس في المدينة بالليل، إذ أتى امرأة من الأنصار تحمل قربة، فسألها فذكرت أن لها عيالاً وأن ليس لها خادم، وأنها تخرج بالليل فتسقيهم

نام کتاب : سراج الملوك نویسنده : الطرطوشي، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست