نام کتاب : فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء نویسنده : ابن عربشاه جلد : 1 صفحه : 262
(وإنما أوردت) هذه المقامات وإن كانت من فضلات علمك ورشحات قلمك أتتنا متقدمات إلا لتعاطي أسباب الصلح أولا في نفسك ثم تستعمل الوسائط من أبناء جنسك فينتج المقصود ويصفو الورد المورود كما قيل:
فإن القلوب مرائي الصفات ... كما السيف مرآة وجه الذوات
قال الدب أنا ألقي الزمام في هذا المقام لنيل هذا المرام إلى يد تدبيرك واكتفي في رعى رياضه برائد رأيك وتقديرك فإن فكرك نجيب وسهم رأسك مصيب فافعل ما تختار وأذقنا من رائق رأيك المشتار فقال: نقسم أولاً: باللطيف الخبير أنك أصفيت الضمير من الغش والتكدير وكرعت من وارد الصفاء الزلال النمير ونفضت يد المحبة والإخاء من علاقات البغضاء والشحناء حتى تجيب دعي ولا يخيب سعيي وأبذل مجهودي في نيل مقصودي وأبني على أساس وأسلك مع الناس مسلك الناس فبادر باليمين إلى اليمين المباينة وأنه يكتفي من غدير الغدير بما جرى ويطوي حديث الشحناء فلا سمع الواشي بذاك ولا درى فليبذل مبارك الميلاد جهده في السعي في إصلاح الفساد وعقد أعلى ذلك العهد وتوجه مبارك الميلاد من بعد وقصد منزل أخي نهشل فرآه فيمن ثار همومه في مشغل وقد غرق في بحر الأفكار هائماً لا يقر له قرار فسلك عليه وتقدم بالسؤال عن حاله إليه وآنسه بالمحادثة وذكر له الدهر وحوادثه وتذاكر لما وقع من الدب وكيف أظهر نواقص الحب وبارز بالعداوة وأبرز
نام کتاب : فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء نویسنده : ابن عربشاه جلد : 1 صفحه : 262