نام کتاب : مذكراتي السياسية نویسنده : عبد الحميد الثاني جلد : 1 صفحه : 122
عديدة من الطُّيُور الثمينة هَدِيَّة لحديقة قصر يلدز وَقد أدْرك السفير الروسي بنظره الثاقب وبأفقه الْبعيد التقارب المنتظر بَيْننَا وَبَين اليابانيين
وَيحْتَمل أَن يقْصد ملك بِلَاد الشَّمْس فِي الشرق بِتِلْكَ الْهَدِيَّة أهدافا مُعينَة وَفِي هَذَا الصدد أَوْمَأ الكونت اييوكي أثْنَاء توقيعه على الاتفاقية التجارية بَيْننَا وَبَين اليابان الى أَن هَذِه الأتفاقية وَغَيرهَا سَتَكُون ذَات مَنَافِع مُشْتَركَة للامبراطوريتين اليابانية والعثمانية والميل الى التقارب بَين العثمانيين واليابانيين لَيْسَ بالامر الحَدِيث لَكِن الباخرة الَّتِي غرقت لنا فِي بَحر اليابان أدَّت الى انْقِطَاع الصِّلَة بِصُورَة فعلية اذ كَانَت هَذِه الباخرة هِيَ صلَة الْوَصْل بَين البلدين أما روسيا فَهِيَ الْعَدو الْمُشْتَرك لنا وَلَهُم لذا فان الْفَوَائِد الَّتِي سنجنيها من هَذِه الاتفاقيات تحمل طابعا جديا وان لم تكن بَيْننَا علاقات ديبلوماسية وَيجب علينا أَن نؤسس هَذِه الاتفاقيات على قَوَاعِد صَحِيحَة مدروسة كَيْلا يُؤَدِّي الْأَمر الى وُقُوع حوادث مزعجة بَيْننَا وَبَين روسيا
انني لَا أنْتَظر من اليابان وَهِي الصديقة القاصية الْبَعِيدَة نفعا كَبِيرا وَلَكِن علينا أَن نَعْرِف جيدا مدى النَّفْع الَّذِي نحصل عَلَيْهِ قبل اتِّخَاذ أَي قَرَار بِهَذَا الشَّأْن
ولكي يمكننا أَن نعايش الصّديق والعدو وَحَتَّى لَا نعادي أحدا على حِسَاب صداقة آخَرين يجب أَن نحافظ على علاقتنا مَعَ الدول فِي مستوى معِين وكاف للحصول على النتيجة المبتغاة
نام کتاب : مذكراتي السياسية نویسنده : عبد الحميد الثاني جلد : 1 صفحه : 122