نام کتاب : اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 139
الدين والدنيا ثم قد يؤول إلى الدماء [1] وقد يكون الاختلاف في الدنيا فقط [2] .
وهذا الاختلاف الذي دلت عليه هذه الأحاديث، هو مما نهي [3] عنه في قوله سبحانه: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا} [آل عمران: 105] [4][5] .
وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159] [6] وقوله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} [الأنعام: 153] [7][8] وهو موافق لما رواه [9] مسلم [10] في صحيحه، عن عامر بن [1] في المطبوعة: إلى الدنيا. والأصح: إلى الدماء، كما هو في جميع النسخ المخطوطة، ومعنى أنه قد يؤول إلى الدماء: أنه قد تحدث منه فتن وخصومات يحمل فيها السلاح، ثم يتقاتل الناس فتسيل الدماء، وهذا ما حدث فعلا من الخوارج، والمعتزلة، والشيعة، والقرامطة، والنصيرية، وأصحاب الاتجاهات والمذاهب المعاصرة من اليساريين، والقوميين، والبعثيين، والاشتراكيين، ونحوهم، فهؤلاء يثيرون الفتن ويستحلون الدماء في سبيل تحقيق مبادئهم وأهوائهم وفرضها على الأمة، والواقع يشهد بذلك. [2] الاختلاف في الدنيا فقط كالخصومات على الأموال والعقارات ونحوها التي تقع بين الناس. [3] في المطبوعة: نهى الله. [4] في المطبوعة: أكمل الآية إلى قوله تعالى (لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) . [5] سورة آل عمران: من الآية 105. [6] سورة الأنعام: من الآية 159. [7] في المطبوعة: زاد من الآية قوله تعالى: (فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) . [8] سورة الأنعام: من الآية 153. [9] في (أب ط) : لما روى. [10] هو: الإمام مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، النيسابوري، ولد عام (204 هـ) ، وقيل: (206 هـ) ، أحد الأئمة الحفاظ الأعلام، صاحب الصحيح المشهور بصحيح مسلم، ثاني كتب السنة بعد صحيح البخاري، كما أن له مصنفات أخرى في الحديث وعلومه، وكان رحمه الله عالما تقيا ورعا، مجمعا على إمامته وفضله، توفي سنة (261 هـ) .
انظر: البداية والهداية (11 / 33، 34) .
وانظر: الترجمة التي كتبها محمد فؤاد عبد الباقي في صحيح مسلم (5 / 591) .
نام کتاب : اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 139