نام کتاب : المنتخب من كتب شيخ الإسلام نویسنده : علوي السقاف جلد : 1 صفحه : 272
لفظ الأمر إذا أُطلق تناول النَّهي
(إن لفظ ((الأمر)) إذا أُطلق تناول النهي، ومنه قوله:
{أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرَّسولَ وأولي الأمْرِ} [1] ؛ أي: أصحاب الأمر، ومن كان صاحب الأمر كان صاحب النهي ووجبت طاعته في هذا وهذا؛ فالنهي داخل في الأمر، وقال موسى للخضر: {سَتَجِدُني إنْ شاءَ اللهُ صابِراً ولا أعْصي لَكَ أمْراً. قالَ فإنِ اتَّبَعْتَني فَلاَ تَسْألني عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً} [2] ، وهذا نهي له عن السؤال حتى يحدث له منه ذكراً، ولما خرق السفينة قال له موسى: {أخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إمْراً} [3] فسأله قبل إحداث الذكر، وقال في الغلام {أقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً} [4] فسأله قبل إحداث الذكر، وقال في الجدار: {لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أجْراً} [5] وهذا سؤال من جهة المعنى؛ فإن السؤال والطلب قد يكون بصيغة الشرط، كما تقول: لو نزلت عندنا لأكرمناك، وإن بت الليلة عندنا أحسنت إلينا، ومنه قول آدم: {رَبَّنا ظَلَمْنا أنْفُسَنَا وإنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسرينَ} [6] ، وقول نوح: {رَبِّ إني أعوذُ بِكَ أنْ أسْألَكَ ما لَيْسَ لي بِهِ عِلْمٌ وإلاَّ تَغْفِرْ لي وَتَرْحَمْني أكُنْ مِنَ الخاسرينَ} [7] ، ومثله كثير، ولهذا قال موسى: {إنْ سَألْتُكَ عَنْ [1] النساء: 59. [2] الكهف: 69، 70. [3] الكهف: 71. [4] الكهف: 74. [5] الكهف: 77. [6] الأعراف: 23. [7] هود: 47.
نام کتاب : المنتخب من كتب شيخ الإسلام نویسنده : علوي السقاف جلد : 1 صفحه : 272