نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 70
أهل السنة في طرق إثبات الصانع، وعن سعة اطلاعه - رحمه الله - على أقوالهم، وعن ردِّه لتلك الجموع العظيمة الكثيرة، وفضحه لهم، وكشفه لعوارهم، فيقول: "وذكرنا عامّة طرائق أهل الأرض في إثبات الصانع؛ من المتكلمين والفلاسفة، وطرق الأنبياء صلوات الله عليهم، وما سلكه عامة نظّار الإسلام؛ من معتزلي، وكرّامي، وكلامي، وأشعري فيلسوف وغيرهم"[1].
ويقول - رحمه الله - لخصومه أثناء مناظرتهم له: "أنا أعلم كلّ بدعة حدثت في الإسلام، وأوّل من ابتدعها، وما كان سبب ابتداعها"[2].
وقد تمنّى بعض من ترجم لشيخ الإسلام - رحمه الله - أن لو جعل جهده في تفسير القرآن العظيم، وشرح السنة المطهرة، بدلاً من الإكثار من الردّ على أهل البدع والأهواء.
يقول الصفدي - رحمه الله: "وضيّع الزمان في ردّه على النصارى، والرافضة، ومَنْ عاند الدين أو ناقضه. ولو تصدّى لشرح البخاري، أو لتفسير القرآن العظيم لقلّد أعناق أهل العلم بدرّ كلامه النظيم"[3].
وقد تقدّم لشيخ الإسلام - رحمه الله - كلام، كأنّه ردّ فيه على أشباه هذه التساؤلات، يقول فيه - رحمه الله تعالى: "فإنّ هذه القواعد المتعلقة بتقرير التوحيد، وحسم مادة الشرك والغلو، كلما تنوّع بيانها، ووضحت عباراتها، كان ذلك نوراً على نور، والله المستعان"[4]. [1] الرد على المنطقيين ص 253. [2] مجموع الفتاوى 3/184. [3] الوافي بالوفيات للصفدي7/32. [4] مجموع الفتاوى 1/313. وقد تقدمت هذه العبارة في ص 76.
نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 70