نام کتاب : قاعدة جامعة في توحيد الله وإخلاص الوجه والعمل له عبادة واستعانة نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 47
الوجه التاسع: أن الخلق لو اجتهدوا أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بأمر قد كتبه الله لك، ولو اجتهدوا أن يضروك لم يضروك إلا بأمر قد كتبه الله عليك، فهم لا ينفعونك إلا بإذن الله، ولا يضرونك إلا بإذن الله، فلا تُعَلِّقْ بهم رجاءك.
قال الله تعالى: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} [الملك: 20-21] . والنصر يتضمن دفع الضرر، والرزق يتضمن حصول المنفعة قال الله تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} [قريش: 3، 4] ، وقال تعالى: {أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا} [القصص: 57] ، وقال الخليل ـ عليه السلام ـ: {رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ} الآية [البقرة: 126] . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم ": بدعائهم وصلاتهم وإخلاصهم؟
نام کتاب : قاعدة جامعة في توحيد الله وإخلاص الوجه والعمل له عبادة واستعانة نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 47