نام کتاب : قاعدة في الانغماس في العدو وهل يباح نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 77
صبر أهل الأخدود
140- وكذلك: أهل الأخدود صبروا على التحريق بالنار ولم يرجعوا عن الإيمان.
141- وأما الغلام فإنه أمر بقتل نفسه لما علم أن ذلك يوجب ظهور الإيمان في الناس، والذي يصبر يقتل أو يحمل حتى يقتل؛ لأن في ذلك ظهور الإيمان من هذا الباب[1]. [1] فائدة: قال أبو العباس القرطبي رحمه الله: "وهذا الحديث كله إنما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ليصبروا على ما يلقون من الأذى والآلام والمشقات التي كانوا عليها، ليتأسوا بمثل هذا الغلام في صبره، وتصلبه في الحق وتمسكه به وبذله نفسه في حق إظهار دعوته، ودخول الناس في الدين مع صغر سنه، وعظيم صبره.
وكذلك الراهب صبر على التمسك بالحق حتى نشر بالمنشار.
وكذلك كثير من الناس لما آمنوا بالله تعالى، ورسخ الإيمان في قلوبهم صبروا على الطرح في النار، ولم يرجعوا عن دينهم.
وهذا كله فوق ما كان يفعل بمن آمن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لم يكن فيهم من فعل به شيء من ذلك، لكفاية الله لهم ولأن الله أراد إعزاز دينه وإظهار كلمته.
على أني أقول: إن محمدا صلى الله عليه وسلم أقوى الأنبياء في الله وأصحابه أقوى أصحاب الأنبياء في الله تعالى، فقد امتحن كثير منهم بالقتل وبالصلب وبالتعذيب الشديد ولم يلتفت إلى شيء من ذلك وتكفيك قصة عاصم وخبيب وأصحابه، وما لقي أصحابه من الحروب، والمحن والأسر والحرق وغير ذلك.
فلقد بذلوا في الله نفوسهم وأموالهم وفارقوا ديارهم وأولادهم، حتى أظهروا دين الله، ووفوا بما عاهدوا عليه الله، فجازاهم الله أفضل الجزاء ووفاهم من أجر من دخل الإسلام بسببهم أفضل الإجزاء" المفهم (7/426) .
نام کتاب : قاعدة في الانغماس في العدو وهل يباح نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 77