نام کتاب : الأمثال في القرآن نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 24
فهو على حق في أقواله وأفعاله فلا يقضي على العبد ما يكون ظالما له به ولا يأخذه بغير ذنبه وينقصه من حسناته شيئا ولا يحمل عليه من سيئات غير التي لم يعملها ولم يتسبب إليها [105] شيئا ولا يؤاخذ أحدا بذنب غيره ولا يفعل قط مالا يحمد عليه ويثنى به عليه ويكون له فيه العواقب الحميدة والغايات المطلوبة فإن كونه على صراط مستقيم يأبى ذلك كله.
قال محمد بن جرير الطبري [106] وقوله: (إن رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقول إن ربي على طريق الحق يجازي المحسن من خلقه بإحسانه والمسئ بإساءته لا يظلم أحدا منهم شيئا ولا يقبل منهم إلا الإسلام والإيمان (ثم حكى عن مجاهد [107] من طريق شبل عن ابن أبي نجيح عنه: (إن ربي على صراط مستقيم) قال: الحق وكذلك رواه ابن جريج عنه [108] وقالت فرقة: هي مثل قوله (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [109] وهذا اختلاف عبارة فإن كونه بالمرصاد هو مجازاة المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته، وقالت فرقة: في الكلام حذف تقديره: إن ربي يحثكم على صراط مستقيم ويحضكم عليه [110] ، وهؤلاء إن
أرادوا أن هذا معنى الآية التي أريد بها فليس كما زعموا ولا دليل على هذا المقدر.
وقد فرق سبحانه بين كونه آمرا بالعدل وبين كونه على صراط مستقيم وإن أرادوا أن حثه على الصراط المستقيم من جملة على صراط مستقيم فقد أصابوا، وقالت فرقة أخرى معنى كونه على صراط مستقيم أن مرد العباد والأمور كلها [105] في ع (يتسبب بها) . [106] تفسير: 12 / 60 وهو الامام الجليل صاحب التصانيف الكثيرة توفى سنة 310 هـ. [107] من أبرز أئمة التابعين. [108] هو الامام عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح الدوسى الاموى صاحب التصانيف توفى سنة 150 هـ انظر زاد المسير 4 / 118. [109] هم الاشاعرة انظر غرائب القرآن 12 / 39، زاد المسير 4 / 401 والرازي 17 / 13. [110] الخازن والبغوى 3 / 238.
(*)
نام کتاب : الأمثال في القرآن نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 24