نام کتاب : التبيان في أقسام القرآن نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 150
أي بعيد وقوعه وليس المراد أنه واقع بعيد زمنه هذا قول جماعة من المفسرين منهم ابن عباس وأصحابه قال ابن عباس يقدم الذنب ويؤخر التوبة وقال قتادة وعكرمة قدما قدما في معاصي الله لا ينزع عن فجوره
وفي الآية قول آخر وهو أن المعنى بل يريد الإنسان ليكذب بما أمامه من البعث ويوم القيامة وهذا قول ابن زيد واختيار ابن قتيبة وأبي إسحاق قال هؤلاء ودليل ذلك قوله {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} ويرجع هذا القول لفظه بل فإنها تعطى أن الإنسان لم يؤمن بيوم القيامة مع هذا البيان والحجة بل هو مريد للتكذيب به ويرجحه أيضاً أن السياق كله في ذم المكذب بيوم القيامة لا في ذم العاصي والفاجر وأيضاً فإن ما قبل الآية وما بعدها يدل على المراد فإنه قال {أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} فأنكر سبحانه عليه حسبانه أن الله لا يجمع عظامه ثم قرر قدرته على ذلك ثم أنكر عليه إرادة التكذيب بيوم القيامة فالأول حسبان منه أن لا يحييه بعد موته والثاني تكذيب منه بيوم البعث وأنه يريد أن يكذب بما وضح وبان دليل وقوعه وثبوته فهو مريد للتكذيب به ثم أخبر عن تصريحه بالتكذيب فقال {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} فالأول
نام کتاب : التبيان في أقسام القرآن نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 150