نام کتاب : جلاء الأفهام نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 290
بهم فَإِنَّهُم لَا يبلغون مَرَاتِب الْأَنْبِيَاء وَتبقى الزِّيَادَة الَّتِي للأنبياء وَفِيهِمْ إِبْرَاهِيم لمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيحصل لَهُ بذلك من المزية مَا لم يحصل لغيره
وَتَقْرِير ذَلِك أَن يَجْعَل الصَّلَاة الْحَاصِلَة لإِبْرَاهِيم ولآله وَفِيهِمْ الْأَنْبِيَاء جملَة مقسومة على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله وَلَا ريب أَنه لَا يحصل لآل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثل مَا حصل لآل إِبْرَاهِيم وَفِيهِمْ الْأَنْبِيَاء بل يحصل لَهُم مَا يَلِيق بهم فَيبقى قسم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالزِّيَادَة المتوفرة الَّتِي لم يَسْتَحِقهَا آله مُخْتَصَّة بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيصير الْحَاصِل لَهُ من مَجْمُوع ذَلِك أعظم وَأفضل من الْحَاصِل لإِبْرَاهِيم وَهَذَا احسن من كل مَا تقدمه
وَأحسن مِنْهُ أَن يُقَال مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ من آل إِبْرَاهِيم بل هُوَ خير آل إِبْرَاهِيم كَمَا روى عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله تَعَالَى {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} آل عمرَان 33
قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا مُحَمَّد من آل إِبْرَاهِيم وَهَذَا نَص فَإِنَّهُ إِذا دخل غَيره من الْأَنْبِيَاء الَّذين هم من ذُرِّيَّة إِبْرَاهِيم فِي آله فدخول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أولى فَيكون قَوْلنَا كَمَا صليت على آل إِبْرَاهِيم متناولاً للصَّلَاة عَلَيْهِ وعَلى سَائِر النَّبِيين من ذُرِّيَّة إِبْرَاهِيم
ثمَّ قد أمرنَا الله أَن نصلي عَلَيْهِ وعَلى آله خُصُوصا بِقدر مَا صلينَا عَلَيْهِ مَعَ سَائِر آل إِبْرَاهِيم عُمُوما وَهُوَ فيهم وَيحصل لآله من ذَلِك مَا يَلِيق بهم وَيبقى الْبَاقِي كُله لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
نام کتاب : جلاء الأفهام نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 290