نام کتاب : حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 222
لغتان طمث يطمث ويطمث قال الليث طمثت الجارية إذا افترعتها والطامث في لغتهم هي الحائض قال أبو الهيثم يقال للمرأة طمثت تطمث إذا أدميت بالافتضاض وطمثت على فعلت تطمث إذا حاضت أول ما تحيض فهي طامث وقال في قول الفرزدق:
خرجن إلى لم يطمثن قبلي ... وهن أصح من بيض النعام
أي: لم يمسسن قال المفسرون: لم يطأهن ولم يغشهن يجامعهن هذه ألفاظهم وهم مختلفون في هؤلاء فبعضهم يقول هن اللواتي أنشئن في الجنة من حورها وبعضهم يقول يعني نساء الدنيا أنشئن خلقا آخر أبكارا كما وصفهن
قال الشعبي نساء من نساء الدنيا لم يمسسن منذ أنشئن خلقا وقال مقاتل لأنهن خلقن في الجنة وقال عطاء عن ابن عباس هن الآدميات اللاتي متن أبكارا
وقال الكلبي: لم يجامعهن في هذا الخلق الذي أنشئن فيه أنس ولا جان
قلت ظاهر القران أن هؤلاء النسوة لسن من نساء الدنيا وإنما هن من الحور حور العين وأما نساء الدنيا فقد طمثهن الإنس ونساء الجن قد طمثهن الجن والآية تدل على ذلك
قال أبو إسحاق: وفي الآية دليل على أن الجن يغشي كما أن الأنس يغشى ويدل على أنهن الحور اللاتي خلقن في الجنة أنه سبحانه جعلهن مما أعده الله في الجنة لأهلها من الفاكهة والثمار والأنهار والملابس وغيرها ويدل عليه أيضا الآية التي بعدها وهي قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} ثم قال {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ أنس قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ}
قال الإمام احمد: والحور العين لا يمتن عند النفخة للصور لأنهن خلقن
نام کتاب : حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 222