نام کتاب : حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 225
فصل
وقال تعالى: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً لأَصْحَابِ الْيَمِينِ} أعاد الضمير إلى النساء ولم يجر لهن ذكر لأن الفرش دلت عليهن إذ هي محلهن وقيل الفرش في قوله: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} كناية عن النساء كما يكنى عنهن بالقوارير والأزر وغيرها ولكن قوله: مرفوعة يأبى هذا إلا أن يقال المراد رفعة القدر وقد تقدم تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للفرش وارتفاعها فالصواب أنها الفرش نفسها ودلت على النساء لأنها محلهن غالبا قال قتادة وسعيد بن جبير: خلقناهن خلقا جديدا وقال ابن عباس: يريد نساء الآدميات وقال الكلبي ومقاتل: يعني نساء أهل الدنيا العُجز الشمط يقول تعالى: خلقناهن بعد الكبر والهرم وبعد الخلق الأول في الدنيا ويؤيد هذا التفسير حديث أنس المرفوع:"هن عجائزكم العمش الرمص" رواه الثوري عن موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشي عنه ويؤيده ما رواه يحيى الحماني حدثنا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها عجوز فقال:"من هذه" فقالت: إحدى خالاتي قال: "أما أنه لا يدخل الجنة العجوز" فدخل على العجوز من ذلك ما شاء الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} خلقا آخر" "يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا وأول من يكسى إبراهيم خليل الله ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً}
قال آدم بن أبي إياس: حدثنا شيبان عن الزهري عن جابر الجعفي عن يزيد بن مرة عن سلمة بن يزيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} قال: " يعني الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا"
قال آدم وحدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله
نام کتاب : حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 225