نام کتاب : روضة المحبين ونزهة المشتاقين نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 184
قالوا وكيف يمدح أمر يمنع القرار ويسلب المنام ويوله العقل ويحدث الجنون بل هو نفسه جنون كما قال بعض الحكماء الجنون فنون والعشق فن من فنونه كما قال بعض العشاق
قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم ... ألعشق أعظم مما بالمجانين
ألعشق لا يستفيق الدهر صاحبه ... وإنما يصرع المجنون في الحين
قالوا وكم من عاشق أتلف في معشوقه ماله وعرضه ونفسه وضيع أهله ومصالح دينه ودنياه قال الزبير بن بكار جاءت بدوية إلى أخت لها فقالت كيف بك من حب فلان قالت حرك والله حبه الساكن وسكن المتحرك ثم أنشأت تقول
فلو أن ما بي بالحصى فلق الحصى ... وبالريح لم يسمع لهن هبوب
ولو أنني أستغفر الله كلما ... ذكرتك لم تكتب علي ذنوب
فقلت والله لأسألنه كيف هو من حبك فجاءته فسألته فقال إنما الهوى هوان ولكنه خولف باسمه وإنما يعرف ذلك من استبكته المعالم والطلول
وأنشد أبو الفضل الربعي
قد أمطرت عيني دما فدماؤها ... بعد الدموع من الجفون هوامل
كيف العزاء ولا يزال من الضنى ... في الجسم مني والجوانح نازل
لهفي على زمن مضى تجتازني ... فيه صروف الدهر وهي عواقل
قالوا والعشق هو الداء الدوي الذي تذوب معه الأرواح ولا يقع معه
نام کتاب : روضة المحبين ونزهة المشتاقين نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 184