responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفات المنافقين نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 9
أضاءت لهم نار الإيمان فأبصروا في ضوئها مواقعَ الهُدىَ والضلال. ثم طفئ ذلك النور، وبقيتْ نارا تأجّج ذاتَ لهب واشتعال. فهم بتلك النار معُذبون، وفي تلك الظلمات يعمهون {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ} [البقرة: 17] أسماع قلوبهم قد أثقلها الوقر، فهي لا تسمع منادي الإيمان، وعيونُ بصائرهم عليها غِشاوة العمى. فهي لا تبصر حقائقَ القرآن، وألسنتُهم بها خرس عن الحق، فهم به لا ينطقون. {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [البقرة: 18] صاب عليهم صيب الوحي، وفيه حياة القلوب والأرواح. فلم يسمعوا منه إلا رعدُ التهديد والوعيد والتكاليف التي وظفت عليهم في المساء والصباح. فجعلوا أصابعَهم في آذانهم، واستغشوا ثيابهم، وجدوا في الهرب، والطلب في آثارهم والصياح. فنودي عليهم على رؤوس الأشهاد، وكشفت حالهُم للمستبصرين، وضرب لهم مثَلَان بحسب حال الطائفتين منهم: المناظرين والمقلدين. فقيل {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} [البقرة: 19]

نام کتاب : صفات المنافقين نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست