نام کتاب : طريق الهجرتين وباب السعادتين نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 333
الخطاب فى المسألة أن المحب إذا اشتاق إلى لقاءِ محبوبه فإذا حصل له اللقاءِ زال ذلك الشوق الذى كان متعلقاً بلقائه وخلفه شوق آخر أَعظم منه وأبلغ إلى ما [مزيد] قربه والخظوة عنده، وأما إذا قدر أنه لقيه ثم احتجب عنه ازداد شوقه إلى لقاءِ آخر ولا يزال يحصل له الشوق كلما احتجب عنه، فهذا لا ينقطع شوقه أبداً، فهو إذا رآه بلّ شوقه برؤيته. وإذا زال عنه الطرف عاوده الشوق كما قيل:
ما يرجع الطرف عنه عند رؤيته ... حتى يعود إليه الطرف مشتاقاً
وإنما الشأْن فى دوام الشوق حال الوصول واللقاءِ، فاعلم أن الشوق نوعان:
شوق إلى اللقاء، فهذا يزول باللقاء. وشوق فى حال اللقاء، وهو تعلق الروح بالمحبوب تعلقاً لا ينقطع [أبدلاً] ، فلا تزال الروح مشتاقة إلى مزيد هذا التعلق وقوته اشتياقاً لا يهدأُ. وقد أفصح بعد المحبين للمخلوق عن هذا المعنى بقوله:
أعانقها والنفس بعد مشوقة ... إليها وهل بعد العناق [تدانى]
وأَلثم فاها كى تزول صبابتى ... فيشتد ما ألقى من الهيمان
فالشوق فى حال الوصل والقرب إلى مزيد النعيم واللذة لا ينقطع والشوق فى حال السير إلى اللقاءِ ينقطع. ونستغفر الله من الكلام فيما لسنا بأهل له:
فالخوف أولى بالمسي ... إذا تأله والحزن
والحب يحمل بالتقي ... و [ب] النقاءِ من الدرن
لكن إذا ما لم يحب ... كم المسيء إذن فمن
وإذا تخوّن فعلنا ... فعل المحبة مؤتمن
أيحب شيء غيركم ... وحياتكم كلا ولن
أيحب من تأْتى محب ... ته بأَنواع المحن
والسعد فيها ذابح ... والقلب فيها ممتحن
دون الذى فى حبه ... نيل السعادة والمنن
ومحل بدر كمالها ... سعد السعود هو الوطن
والقلب حين يحل فى ... تلك المنازل والدمن
يمسى ويصبح من رضا ... هـ ومن مناه فى وطن
أيحبهم قلب ويخ ... شى أَن يضام؟ فلا إِذن
نام کتاب : طريق الهجرتين وباب السعادتين نویسنده : ابن القيم جلد : 1 صفحه : 333