من المقلدين في ديار الإسلام كلها، ولا يزال فقههم وأصوله مدار التفقه والفتوى عند الجمهور أولئك هم الأئمة الأربعة: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد.
مناهج الأئمة المشهورين:
يعتبر الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد، فقهاء حديث وأثر، فهم الذين تلقوا فقه أهل المدينة، وحملوا علومهم، أما الإمام أبو حنيفة فهو وارث نفسه «أهل الرأي» ومقدّم مدرستهم في عصره.
إن الاختلاف الذي كان بين مدرسة «سعيد بن المسيب» التي قامت على فقه الصحابة وآثارهم، وسار على نهجها المالكية والشافعية والحنابلة وبين مدرسة «إبراهيم النخعي» التي تعتمد الرأي إن غاب الأثر، هذا الاختلاف كان طبيعيا أن ينتقل الى كل من أخذ بمنهج إحدى المدرستين، ولا ينكر أحد أن الخلاف قد خفت حدته كثيرا في هذا الطور، ذلك أنه بعد انتقال الخلافة الى بني العباس، نقل العباسيون بعض كبار علماء الحجاز الى العراق لنشر السنة هناك، منهم: ربيعة بن أبي عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد (85)
وهشام بن عروة [86] ومحمد بن
(85) يحيى بن سعيد: هو يحيى بن سعد بن فروخ القطان التميمي البصري، يكنى بأبي سعيد احد كبار حفاظ الحديث، وهو إمام حجة ثقة ثبت، من اقران الإمام مالك ومن أعلم الناس بالرجال، واعرفهم بصواب الحديث وخطئه في زمانه. كثيرا ما كان يفتي برأي أبي حنيفة، توفي سنة (198 هـ) .
له ترجمة في طبقات ابن سعد (7/293) والحلية (8/382) والجرح والتعديل (4/ق2/150) ، وتاريخ بغداد (14/135) والتذكرة (1/298) وتهذيب التهذيب (11/216) . [86] هشام بن عروة: هو هشام بن عروة بن الزبير بن العوام، أبو المنذر أسدي من التابعين، ثقة حافظ متقن ثبت، كثير الحديث فقيه من أكابر علماء المدينة في عصره توفي سنة (145 هـ) وقيل (146، 147 هـ) له ترجمة في طبقات ابن سعد (7/321) والجرح والتعديل (4ق2/63) وتاريخ بغداد (14/37) وتهذيب التهذيب (11/48) .