و «عدم قبول خبر الواحد فيما تعم به البلوى» [94] «ومقتضى الأمر الوجوب قطعا ما لم يرد صارف» و «اذا خالف الراوي الفقيه روايته بأن عمل على خلافها: فالعمل بما رأى لا بما روى» و «تقديم القياس الجلي على خبر الواحد المعارض له» و «الاخذ بالاستحسان؛ [95] وترك القياس عندما تظهر الى ذلك حاجة» ولذلك نقلوا عن الامام أبي حنيفة قوله: «علمنا هذا رأي وهو أحسن ما قدرنا عليه، ومن جاءنا بأحسن من قبلناه» .
2 منهج الامام مالك:
اما الامام مالك رحمه الله فذو منهج مختلف فهو يقول «أفكلّما جاءنا رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله» [96] وقد مر بنا أن مذهبه هو مذهب الحجازيين اصحاب مدرسة الامة سعيد بن المسيب رحمه الله وتتلخص قواعد مذهب مالك بما يلي:
الاخذ بنص الكتاب العزيز.
ثم بظاهره وهو العموم.
ثم بدليله وهو مفهوم المخالفة. [94] عموم البلوى: يراد بقول الفقهاء ما يعم به البلوى تلك الأمور التي يتعذر أو يتعسر التحرز منها، فيقال مثلا لطين الشارع مما تعم به البلوى، أو المياه التي قد تنزل من الميازيب أمورا تعم به البلوى أو سقوط زرق الطيور أو العصافير، أو بول مثلها على الثياب حين تنشر أو ارتياد القطط البيوت ونحو ذلك. [95] الاستحسان: هو العدول في مسالة عن مثل ما حكم به في نظائرها إلى خلافه لوجه يقتضي التخفيف. انظر رفع الحرج الدكتور يعقوب الباحسين (396) . [96] الفكر السامي (1/378) .