responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الطلب ومنتهى الأدب نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 166
طلبُوا الْعلم فَرِيضَة على كل مُسلم وَوَاضِع الْعلم عِنْد غير أَهله كمقلد الْخَنَازِير الْجَوْهَر واللؤلؤ وَالذَّهَب وَفِي إِسْنَاده حَفْص بن سُلَيْمَان الْبَزَّاز وَفِيه مقَال
وَأما من كَانَ أَهلا للعم وَفِي مَكَان من الشّرف فَإِنَّهُ يزْدَاد بِالْعلمِ شرفا إِلَى شرفه ويكتسب بِهِ من حسن السمت وَجَمِيل التَّوَاضُع ورائق الْوَقار وبديع الْأَخْلَاق مَا يزِيد عمله علوا وعرفانه تَعْظِيمًا فيتخلق بأخلاق الْأَنْبِيَاء وَمن يمشي على طريقهم من عَامل الْعلمَاء وَصَالح الْأمة وَيعرف للْعلم حَقه ويعظمه بِمَا يَنْبَغِي من تَعْظِيمه فَلَا يكدره بالمطامع وَلَا يشوبه بالخضوع لأهل الدُّنْيَا وَلَا يجهمه بالتوصل بِهِ إِلَى مَا فِي يَد الْأَغْنِيَاء فَيكون عِنْده مخدوما لَا خَادِمًا ومقصودا لَا قَاصِدا
وَبَين هَذِه الطَّائِفَتَيْنِ طَائِفَة ثالثه لَيست من هَؤُلَاءِ وَلَا من هَؤُلَاءِ جعل الْعلم مكسبا من مكاسب الدُّنْيَا ومعيشة من معايش أَهله لَا غَرَض لَهُم فِيهِ إِلَّا إِدْرَاك منصب من مناصب أسلافهم ونيل رئاسة من الرئاسات الَّتِي كَانَت لَهُم
كَمَا نشاهده فِي غَالب الْبيُوت المعمورة بِالْقضَاءِ أَو الْإِفْتَاء أَو الخطابة أَو الْكِتَابَة أَو مَا هُوَ شَبيه بِهَذِهِ الْأُمُور
فَإِن من كَانَ طَالبا للوصول إِلَى شئ من هَذِه الْأُمُور ذهب إِلَى مدارس الْعلم يتَعَلَّم مَا يتأهل بِهِ لما يَطْلُبهُ وَهُوَ لَا يتَصَوَّر الْبلُوغ إِلَى الثَّمَرَة المستفادة من الْعلم والغاية الْحَاصِلَة لطالبه فَيكون ذهنه كليلا وفهمه عليلا وَنَفسه خائرة وَنِيَّته خاسرة بل غَايَة تصَوره ومعظم فكرته فِي اقتناص المنصب والوصول إِلَيْهِ فيخدم فِي مُدَّة طلبه واشتغاله أهل المناصب وَمن يَرْجُو مِنْهُم الْإِعَانَة على بُلُوغ مُرَاده أَكثر مِمَّا يخْدم الْعلم ويتردد إِلَى أَبْوَابهم ويتعثر فِي مجَالِسهمْ وَيَذُوق بِهِ من الإهانة مَا فِيهِ أعظم مرَارَة ويتجرع من الْغصَص

نام کتاب : أدب الطلب ومنتهى الأدب نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست