وفي رواية "تأخذ فوق يديه" [1].
43ـ إثارة العواطف، ومخاطبة الوجدان: ذلك أن مرمى الإقناع في الوعظ ليس هو الإلزام والإفحام فحسب، وإنما مرماه حمل المخاطب على الإذعان، والتسليم بطوعه، وإرادته.
وذلك لا يتسنى بسوق الدلائل المنطقية جافة، ولا بإيراد البراهين العقلية عارية، بل بذلك وبإثارة العاطفة، ومخاطبة الوجدان.
بل قد يستغني الواعظ عن الدلائل العقلية، ولا يمكنه بأية حال أن يستغني عن المثيرات العاطفية؛ إذ هي من أعظم الأدوات التي تعينه على التأثير في السامعين[2].
44ـ استعمال أسلوب النداء، ومناداة المخاطبين بما يحبون:
وذلك بشد انتباه المخاطبين، واستدعاء استجابتهم بنداءات يطلقها الواعظ في ثنايا حديثه بين الفينة والأخرى.
ومن ذلك أن يقول: أيها المؤمنون، أيها الناس، معاشر المسلمين، أيها الإخوة.
وإن كان هناك نسوة وجه النداء إليهن؛ ففي ذلك تنبيه، وتشويق، وتغيير لنمط الحديث.
ولقد تكرر هذا المعنى كثيرا في القرآن والسنة.
ومن ذلك قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران] .
وقوله ـ عز وجل ـ {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ [1] رواه البخاري 2444. [2] انظر: الخطابة، ص53.