responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الموعظة نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 88
ومن اللطف في الموعظة أن ينادي الواعظ من يعظهم بلقبهم الشريف، وأن ينعتهم بوصف شأنه أن يبعث صاحبه على قبول الموعظة.
وهذا الأدب مقتبس من مثل قوله ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ، وقوله ـ عز وجل ـ: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ} ، وقوله: {يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} ، وقوله: {يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} .
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم هرقل في كتاب دعوته إلى الإسلام بعظيم الروم[1].
45ـ الجمع بين الخوف والرجاء: فلا بد للواعظ أن يجمع بين هذين الأمرين في موعظته؛ إذ هما جناحا العبادة، ولا تستقيم أحوال العباد إلا بالجمع بينهما، والواعظ الحكيم يحسن الجمع بينهما في موعظته؛ لأن الخوف يردعهم عن التمادي في المعاصي، والرجاء يفتح لهم أبواب التوبة، والإقبال على العمل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فلا يحل لأحد أن يقنط من رحمة الله ولا أن يقنط الناس من رحمته؛ لذا قال بعض السلف: وإن الفقيه كل الفقيه الذي لا يؤيس الناس من رحمة الله، ولا يجرؤهم على معاصي الله"[2].
قال الله عز وجل: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر49] .
ومن فقه الإمام مسلم رحمه الله أنه ساق في صحيحه حديثين عظيمين متتاليين: أحدهما يناسب الخوف وهو حديث المرأة التي سجنت الهرة، والآخر يناسب الرجاء وهو حديث المرأة البغي التي سقت كلبا.

[1] انظر: صحيح البخاري 2940 و 4553.
[2] التوبة والاستغفار لابن تيمية، تحقيق الحجاجي، وبدران، ص27ـ28، وانظر: الاستقامة لابن تيمية2/190.
نام کتاب : أدب الموعظة نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست