ثمَّ إنَّ للمسلم بعد ذلك أن يدعو اللَه لنفسه بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، فإنَّ هذا الموطن من مواطن إجابة الدعاء، فقد روى أبو داود في سننه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، إنَّ المؤذِّنين يفضلونَنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قُلْ كما يَقولونَ، فإذا انتهيتَ فسَلْ تُعْطَه" [1].
وروى أيضاً عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لاَ يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ" [2].
فهذا جملةُ ما ورد في هذا الباب، وليحذر المسلمُ أشدَّ الحذر مِمَّا أحدثه الناسُ مِمَّا لَم تثبت به سُنَّة ولم يقُم عليه دليل، والله تعالى أعلم. [1] سنن أبي داود (رقم:524) ، وصحَّحه الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (رقم:4403) . [2] سنن أبي داود (رقم:521) ، وصحَّحه الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (رقم:3408) .