وقال عن السجود: "وشرع فيه من الثناء على الله ما يناسبه، وهو قول العبد (سبحان ربي الأعلى) ، فهذا أفضل ما يقال فيه، ولم يرد عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أمره في السجود بغيره حيث قال: (اجعلوها في سجودكم) ... وكان وصف الرب بالعلو في هذه الحال في غاية المناسبة لحال الساجد الذي قد انحط إلى السفل على وجهه، فذكر علو ربه في حال سقوطه، وهو كما ذكر عظمته في حال خضوعه في ركوعه، ونزه ربه عما لا يليق به مما يضاد عظمته وعلوه"[1].
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولُ فِي رُكُوعِه وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، يَتَأَوَّلُ القُرْآنَ" [2]. [1] كتاب الصلاة لابن القيم (ص:181) . [2] صحيح البخاري (رقم:794) ، وصحيح مسلم (رقم:484) .