نام کتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع نویسنده : النحلاوي، عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 183
على السماوات والأرض، وخزائن رزق الله: {أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ، أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} [الطور: 52/ 36-37] ، وهذه الأمور العظام، والمخلوقات الجسام لا يمكن أن توجد وحدها، ولا يستطيع البشر أن يدعي أنه خلقها، فلا بد من الاعتراف بأن الله خلقها.
ب- وكالقياس الصحيح كقوله تعالى باسطًا رأي المنكرين للبعث: {كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا} [الإسراء: 17/ 49] ، فيأمر الله رسول الله صلى الله عليه وسلم بجوارهم، وإقناعهم بالحجة والمنطق: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا، أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الإسراء: 17/ 50-51] .
وفي هذا قياس للبعث على الخلق الأول، فالله كما فطرهم أول مرة، قادر على أن يعيد خلقهم مرة أخرى، ولو كانوا من حجارة أو حديد، أو أي مادة أخرى، إنه مبدأ عقلي منطقي لا شك فيه ولا مراء، ولا يستطيع إنكاره عاقل.
ج- وأهم مزاياه أنه يربي العقل على التفكير الموضوعي الواقعي، والارتقاء بالحجج من المشهود المحسوس إلى المطلوب المغيب، فقصة إبراهيم مع النمرود جاء فيها الحوار الآتي:
بدأت القصة بلفت نظر القارئ، على طريقة الحوار الخطابي، إلى أهميتها: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ} [البقرة: 2/ 258] .
وبهذا الإيجاز بين الله لنا بطلي القصة: إبراهيم المؤمن بربه، ورجل غره أن أتاه الله ملكا، فأراد أن يزعم لنفسه بعض صفات الألوهية، لكن إبراهيم ضرب له أمثلة محسوسة يراها كل إنسان ولا ينكرها عاقل: {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} [البقرة: 2/ 258] ، فكابر الملك الظالم، وزعم أنه يقتل من يشاء ويذر لمن يشاء حياته، {قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [البقرة: 2/ 258] وشعر إبراهيم أن خصمه يزيغ ويحيد عن موضوع النقاش الحقيقي، إلى مواقف متشابهة، فحاصره في أمر لا يستطيع أن يحيد عنه، إلا لا شبيه له عالم الإنسان: {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 2/ 258] . ومن أروع الأمثلة على هذه المزية: حوار إبراهيم مع قومه حين حطم الأصنام إلا صنمًا كبيرًا نسب إليه تحطيم الأصنام، وطالب قومه بأن يسألوا الأصنام، ليثبت لهم بشكل حسي، أن ما يعبدون من دون الله لا يستطيعون شيئا، ولا يستحقون التقديس والعبادة.
نام کتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع نویسنده : النحلاوي، عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 183