نام کتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع نویسنده : النحلاوي، عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 201
ب- بعض الأهداف التربوية التي حققتها الأمثال القرآنية النبوية:
لم تكن الأمثال القرآنية، والنبوية مجرد عمل فني يقصد من ورائه الرونق البلاغي فحسب، بل إن لها غايات نفسية تربوية، حققتها نتيجة لنبل المعنى، وسمو الغرض، بالإضافة إلى الإعجاز البلاغي وتأثير الأداء، ومن أهم هذه الأهداف التربوية:
أ- تقريب المعنى إلى الأفهام فقد ألف الناس تشبيه الأمور المجردة بالأشياء الحسية، ليستطيعوا فهم تلك الأمور المعنوية أو الغيبية، وقد بلغت الحكمة النبوية غاية في روعة الوضوح، كما حصل حين مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوق، ورأى تهافت الناس على مغانم الدنيا، ومصالحها ومرابحها، فأراد أن يبين لهم هوانها كما ثبت ذلك في حديث عن جابر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق والناس كنفتيه: أي على جانبيه، فمر بجدي أسك؛ صغير الأذن ميت فتناوله فأخذ بأذنه، ثم قال: "أيكم يجب أن يكون له هذا بدرهم؟ " فقالوا: "ما نحب أنه لنا بشيء وما تصنع به؟ " ثم قال: "أتحبون أنه لكم؟ "؛ أي بدون عوض: قالوا: "والله لو كان حيا كان عيبه أنه أسك فكيف وهو ميت؟ " فقال: "فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم" [1]، وهكذا شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم قيمة الدنيا عند الله بقيمة هذا الجدي الميت عند الصحابة الذين كانوا معه.
وقد استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأساليب التربوية:
*- استخدام ذوات الأشياء لتكون هي الوسائل الحسية المعينة على الفهم والوضوح.
*- ضرب المثل حيث مثل لهم الرسول صلى الله عليه وسلم هوان الدنيا على الله بهوان هذا الجدي عندهم.
ومن الأمثال النبوية المعروضة بأسلوب الحوار الخطابي أيضًا[2] الحديث التالي: [1] رواه مسلم، رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للإمام النووي المتوفى 671هـ، ص105، ط شركة الشمولي بالإسكندرية بمصر. [2] مر شرح هذا الأسلوب في البحث الماضي "التربية بالحوار".
نام کتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع نویسنده : النحلاوي، عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 201