نام کتاب : الأدب الصغير والأدب الكبير نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 118
من بعيد متلففة في ثيابها، فيصوَّر لها في قلبه الحسن والجمال, حتى تعلق بها نفسه من غير رؤية, ولا خبر مخبر، ثم لعله يهجم منها على أقبح القبح, وأدم الدمامة[1]، فلا يعظه ذلك, ولا يقطعه عن أمثالها, ولا يزال مشغوفًا بما لم يذق، حتى لو لم يبق في الأرض غير امرأة واحدة، لظن لها شأنًا غير شأن ما ذاق, وهذا هو الحمق, والشقاء, والسفه.
ومن لم يحمِ نفسه, ويظلفها, ويحلئها[2] عن الطعام, والشراب, والنساء في بعض ساعات شهوته وقدرته، كان أيسر ما يصيبه من وبال ذلك انقطاع تلك اللذات عنه بخمود نار شهوته, وضعف حوامل[3] جسده, وقل من تجده إلا مخادعًا لنفسه في أمر جسده عند الطعام والشراب والحمية والدواء، وفي أمر مروءته عند الأهواء والشهوات، وفي أمر دينه عند الريبة والشبهة والطمع.
كن متواضعا, سكوتًا, واحذر المراءاة:
إن استطعت أن تضع نفسك دون غايتك في كل مجلس [1] الدمامة: القبح. [2] ظلف نفسه عن الشيء: منعها عن أن تأتيه. يحلئها، من قولهم حلأ الإبل: إذا منعها عن مناهل الماء. [3] الحوامل: الأرجل، ومن القدم, والذراع عصبها.
نام کتاب : الأدب الصغير والأدب الكبير نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 118