نام کتاب : الأدب الصغير والأدب الكبير نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 132
تظهر للناس أنك تريد أن يعلموا أنك تعلم مثل الذي يعلم.
وما عليك أن تهنئه بذلك, وتفرده به.
وهذا الباب من أبواب البخل, وأبوابه الغامضة كثيرة.
إذا كنت في قوم ليسوا بلغاء, ولا فصحاء، فدعِ التطاول عليهم بالبلاغة والفصاحة.
واعلم أن بعض شدة الحذر عون عليك في ما تحذر.
وإن بعض شدة الاتقاء مما يدعو إليك ما تتقي.
واعلم أن الناس يخدعون أنفسهم بالتعريض, والتوقيع[1] بالرجال في التماس مثالبهم, ومساويهم, ونقيصتهم. وكل ذلك أبين عند سامعيه من وضح الصبح, فلا تكونن من ذلك في غرور, ولا تجعلن نفسك من أهله.
اعلم أن من تنكب[2] الأمور ما يسمى حذرًا, ومنه ما يسمى خورًا[3], فإن استطعت أن يكون حبنك من الأمر قبل مواقعتك[4] إياه, فافعل. فإن هذا الحذر, ولا تنغمس فيه ثم تتهيبه, فإن هذا هو الخور, فإن الحكيم لا يخوض نهرًا حتى يعلم مقدار غوره.
قد رأينا من سوء المجالسة أن الرجل تثقل عليه النعمة براها بصاحبه، فيكون ما يشتفي بصاحبه، في تصغير أمره وتكدير [1] التوقيع: التظني, والتوهم. [2] التنكب: التباعد. [3] الخور: الضعف. [4] مواقعتك: مداناتك, ومباشرتك.
نام کتاب : الأدب الصغير والأدب الكبير نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 132