نام کتاب : الأدب الصغير والأدب الكبير نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 64
التجارب والفطن.
وبلغ من اهتمامهم بذلك أن الرجل منهم كان يفتح له الباب من العلم, أو الكلمة من الصواب, وهو في البلد غير المأهول, فيكتبه على الصخور؛ مبادرة للأجل, وكراهية منه أن يسقط ذلك عمن بعده.
فكان صنيعهم في ذلك صنيع الوالد الشفيق على ولده[3]، الرحيم البرِّ بهم، الذي يجمع لهم الأموال, والعقد[4]؛ إرادة ألا تكون عليهم مؤونة في الطلب، وخشية عجزهم، إن هم طلبوا.
فمنتهى علم عالمنا في هذا الزمان أن يأخذ من علمهم، وغاية إحسان محسننا أن يقتدي بسيرتهم.
وأحسن ما يصيب من الحديث محدثنا أن ينظر في كتبهم, فيكون كأنه إياهم يحاور، ومنهم يستمع، وآثارهم يتبع, غير أن الذي نجد في كتبهم هو المنتخل[6] من آرائهم, والمنتقى من أحاديثهم.
1 الأجل: غاية الوقت في الموت والعمر, يريد أنهم يبادرون بتدوين ما يفتح لهم؛ مخالفة أن يوافيهم الأجل.
2 يسقط: يفوته, ويضيع عليه. [3] الولد: كل ما ولده شيء, يطلق على الذكر والأنثى, والمفرد والمثنى والجمع. [4] العقد، جمع عقدة: العقار الذي اعتقده صاحبه ملكًا.
5 يحاور: يناقش. [6] المنتخل: المختار.
نام کتاب : الأدب الصغير والأدب الكبير نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 64