responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبصرة نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 247
وَعَرَفَ الْمَصِيرَ فَمَا عَرَفَ النَّجَاةَ وَلا تَعَرَّفَ , وَكُلِّفَ بِالدُّنْيَا فَإِذَا طَلَبَ الأُخْرَى تَكَلَّفَ , يَا مَنْ مَرَضُهُ قَدْ تَمَكَّنَ مِنْ جُمْلَتِهِ وَتَصَرَّفَ , اطْلُبِ الشِّفَاءَ يَا مَنْ عَلَى شَفَا هَلَكَةٍ قَدْ أَشْرَفَ , وَابْكِ عَلَى ضَلالِكَ فِي الْهَوَى فالقوم مهتدون {يطوف عليهم ولدان مخلدون} .
قوله تعالى: {بأكواب وأباريق} الْكُوبُ إِنَاءٌ لا عُرْوَةٌ لَهُ وَلا خُرْطُومٌ. وَالأَبَارِيقُ: آنِيَةٌ لَهَا عُرًى وَخَرَاطِيمُ.

سَجْعٌ
تَرَكُوا لأَجْلِنَا لَذِيذَ الطَّعَامِ , وَسَارُوا يَطْلُبُونَ جَزِيلَ الإِنْعَامِ , وَقَامُوا فِي الْمُجَاهَدَةِ عَلَى الأَقْدَامِ , وَتَدَرَّعُوا مَلابِسَ الأَتْقِيَاءِ الْكِرَامِ , نُشِرَتْ لَهُمْ بِصِدْقِهِمُ الأَعْلامُ , وَحُلُّوا حِلْيَةَ الرِّضَا وَأَحَلُّوا مَحَلَّ التَّوْفِيقِ {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ ولدان مخلدون بأكواب وأباريق} .
طَالَ مَا عَطِشُوا فِي دُنْيَاهُمْ وَجَاعُوا , وَذَلُّوا لِسَيِّدِهِمْ صَادِقِينَ وَأَطَاعُوا , وَخَافُوا مِنْ عَظَمَتِهِ وَارْتَاعُوا , وَبِأُخْرَاهُمْ مَا يَفْنَى مِنْ دُنْيَاهُمْ بَاعُوا , وَحَرَسُوا بَضَائِعَ التُّقَى فَمَا فَرَّطُوا وَلا أَضَاعُوا , وَجَانَبُوا مَا يَشِينُ وَصَاحَبُوا مَا يَلِيقُ , فَطَافَ الْوِلْدَانُ عَلَى شِفَاهٍ يَبِسَتْ بِالصِّيَامِ وَأَتَى الرِّيقُ {يَطُوفُ عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق} .
تَحَمَّلُوا أَثْقَالَ التَّكْلِيفِ , وَرَفَضُوا التَّمَادِيَ وَالتَّسْوِيفَ , وَقَطَعُوا طريق الفوز للتشريف , وجانبوا موجب العتاب وَالتَّعْنِيفِ , فَتَوَلاهُمْ مَوْلاهُمْ وَحَمَاهُمْ فِي الطَّرِيقِ , وَأَقَامُوا الولدان تسقيهم من الرحيق {بأكواب وأباريق} .
قوله تعالى: {وكأس من معين} الْكَأْسُ: الإِنَاءُ بِمَا فِيهِ وَالْمَعِينُ: الْمَاءُ الطَّاهِرُ الجاري. قال الزجاج: المعين ها هنا: الْخَمْرُ يَجْرِي كَمَا يَجْرِي الْمَاءُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِنَ الْعُيُونِ.

نام کتاب : التبصرة نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست