أنَّه ضربه قومُه حتى أدموه فجعل يسلت الدَّم عنه ويقول: "اللَّهمَّ اغفر لقومي فإنَّهم لا يعملون"[1].
السبب العاشر: تجريدُ التوحيد والترحل بالفكر في الأسباب إلى المسبِّب العزيز الحكيم، والعلم بأنَّ كلَّ شيء لا يَضُرُّ ولا ينفع إلاَّ بإذن الله، قال الله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ} [2]، وقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "واعْلم أنَّ الأمَّةَ لو اجتمعوا على أن ينفعوك لَم ينفعوك إلاَّ بشيء كتبه الله لَكَ، ولو اجتمعوا على أن يَضُرُّوك لَم يَضُرُّوك إلاَّ بشيء كتبه الله عليك" [3]، فإذا جرَّد العبدُ التوحيدَ فقد خَرَجَ من [1] صحيح البخاري (رقم:3477) ، وصحيح مسلم (رقم:1792) . [2] سورة: يونس، الآية (107) . [3] سنن الترمذي (رقم:2516) ، وصحَّحه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (رقم:7957) .