نام کتاب : التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 1 صفحه : 1024
قلت: وكذلك من استعمل آنية الذهب والفضة ولم يتب من استعمالها.
وقد روي «عن أبي موسى الأشعري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين، فقيل: ومن الروحانيون يا رسول الله؟ قال قراء أهل الجنة» خرجه الترمذي أبو عبد الله في نوادر الأصول، وقد قيل: إن حرمانه الخمر ولباسه الحرير وشربه في إناء الذهب والفضة واستماعه للروحانيين إنما هو في الوقت الذي يعذب في النار ويسقى من طينة الخبال، فإذا خرج من النار بالشفاعة أو بالرحمة العامة المعبر عنها في الحديث بالقبضة أدخل الجنة ولم يحرم شيئاً منها لا خمراً ولا حريراً ولا غيره، لأن حرمان شيء من لذات الدنيا لمن كان في الجنة نوع عقوبة ومؤاخذة، والجنة ليست بدار عقوبة ولا مؤاخذة فيها بوجه من الوجوه.
قلت: وحديث أبي سعيد الخدري وأبي موسى الأشعري يرد هذا القول وكما لا يشتهي منزلة من هو أرفع منه وليس ذلك لعقوبة، كذلك لا يشتهي خمر الجنة ولا حريرها ولا يكون ذلك عقوبة.
قوله تعالى {ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق} وقال {عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق} الإستبرق: الديباج الصفيق الكثيف، والسندس: الرقيق الخفيف، وخص الأخضر لأنه الموافق للبصر، لأن البياض يبدد النظر ويؤلم والسواد يورم والخضرة لون بين السواد والبياض وتلك تجمع الشعاع.
نام کتاب : التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 1 صفحه : 1024