104 – [توبة رجل عما جنت يداه]
أخبرنا أبو الفضل مسعود بن عبيد الله بن النادر قال: أنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي قال: أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد الظهراني وعبد الوهاب بن مندة قالا: أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يوه قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر البناني قال: أنبأنا عبد الله بن محمد قال: كتب إلي أبو عبد الله الباهلي قال: أنبأنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن الحارث قال:
كان رجل كثير البكاء فقيل له في ذلك فقال: أبكاني تذكري ما جنيت على نفسي حين لم أستحي ممن شاهدني وهو يملك عقوبتي فأخرني إلى يوم العقوبة الدائمة وأجلني إلى يوم الحسرة الباقية والله لو خيرت: أيما أحب إليك تحاسب ثم يؤمر بك إلى الجنة؟ أو يقال لك: كن ترابا؟ - لاخترت أن أكون ترابا.
105 – [توبة ملهي أهل المدينة عن اللهو على يد والدته]
ومن "الملتقط": قال: صالح بن عمر: وحدثني أبي قال: كان بالمدينة امرأة متعبدة ولها ولد يلهو وهو ملهي أهل المدينة وكانت تعظه وتقول: يا بني! اذكر مصارع الغافلين قبلك وعواقب البطالين قبلك اذكر نزول الموت فيقول إذا ألحت عليه:
كفي عن التعذال واللوم ... واستيقظي من سنة النوم
إني وإن تابعت في لذتي ... قلبي وعاصيتك في لومي
أرجو من أفضاله توبة ... تنقل من قوم إلى قوم
فلم يزل كذلك حتى قدم أبو عامر البناني واعظ أهل الحجاز ووافق قدومه رمضان فسأله إخوانه أن يجلس لهم في مسجد رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأجابهم.
وجلس ليلة الجمعة بعد انقضاء التراويح واجتمع الناس وجاء الفتى فجلس مع القوم فلم يزل أبو عامر يعظ وينذر ويبشر إلى أن ماتت القلوب