9 – [توبة ابن ملك من ملوك بني إسرائيل]
أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر السلمي أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسني أنا أبو الحسن رشأ ابن نظيف المقرىء أنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي حدثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا مروان بن معاوية بن عمرو ثنا أبو بكر العجلي ثنا أبو عقيل الدورقي عن بكر بن عبد الله المزني قال:
كان رجل من ملوك بني إسرائيل قد أعطي طول عمر وكثرة أموال وكثرة أولاد وكان أولاده إذا كبر أحدهم لبس ثياب الشعر ولحق بالجبال وأكل من الشجر وساح في الأرض حتى يأتيه الموت ففعل ذلك جماعتهم رجل بعد رجل ثم تتابع بنوه على ذلك.
وأصاب ولدا بعد كبر فدعا قومه فقال: إني قد أصبت ولدا بعد ما كبرت وترون شفقتي عليكم وإني أخاف أن يتبع هذا سنة إخوته وأنا أخاف عليكم إن لم يكن عليكم أحد من ولدي بعدي أن تهلكوا فخذوه الآن في صغر سنه فحببوا إليه الدنيا فعسى أن يبقى من بعدكم عليكم فبنوا له حائطا فرسخا في فرسخ فكان فيه دهرا من دهره.
ثم ركب يوما فإذا عليه حائط مصمت فقال: إني أحسب أن خلف هذا الحائط ناسا وعالما آخر فأخرجوني أزدد علما وألقى الناس.
فقيل ذلك لأبيه ففزع وخشي أن يتبع سنة إخوته فقال: اجمعوا عليه كل لهو ولعب ففعلوا ذلك.
ثم ركب في السنة الثانية فقال: لا بد من الخروج فأخبر بذلك الشيخ فقال: أخرجوه.
فجعل على عجلة وكلل بالزبرجد والذهب وصار حوله حافتان من الناس فبينا هو يسير إذا هو برجل مبتلى فقال: ما هذا؟ قالوا: رجل مبتلى فقال: أيصيب ناسا دون ناس أو كل خائف له؟ قالوا: كل خائف له قال: وأنا فيما أنا فيه من السلطان؟ قالوا: نعم قال: أف لعيشكم هذا! هذا عيش كدر فرجع مغموما محزونا.