61 – [توبة أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان]
أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي قال: أنا محمد بن أبي نصر الحميدي قال: أنا الخضر بن ميمون البابي أنا أبو بكر أحمد بن عمر البزاز أنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز ثنا علي بن الحسن بن الربيع ثنا أبو علي الحسن بن يزيد الدقاق عن يعقوب بن إسحاق قال: سمعت إبراهيم بن الجنيد قال: نا مموس القطان ثنا أحمد بن محمد ثنا أبو علي ثنا محمد بن علي الزعفراني قال: سمعت أحمد بن رياح الكاتب يحكي عن الهيثم بن عدي عن مروان بن محمد قال:
دخلت عزة صاحبة كثير على أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان أخت عمر فقالت: لها يا عزة! ما معنى قول كثير:
قضى كل ذي دين علمت غريمه ... وعزة ممطول معنى غريمها
ما هذا الدين الذي يذكره؟ قالت: اعفيني قالت: لا بد من إعلامك إياي فقالت: عزة كنت وعدته قبلة فأتاني لينتجزها فتحرجت عليه ولم أف له.
فقالت لها أم البنين: أنجزيها منه وعلي إثمها.
فتعيش في الدنيا بعز القنوع وتأتي غدا إلى موقف الكرامة آمنا وتنزل غدا في الجنة مخلدا.
فقال الرجل: يا جارية! أسمعت ما قال: شيخنا هذا؟ قالت: نعم قال: أفصدق أم كذب؟ قالت: بل صدق وبر ونصح.
قال: فأنت إذا حرة لوجه الله وضيعة كذا وكذا صدقة عليك وأنتم أيها الخدام أحرار وضيعة كذا وكذا لكم وهذه الدار بما فيها صدقة مع جميع مالي في سبيل الله ثم مد يده إلى ستر خشن كان على بعض أبوابه فاجتذبه وخلع جميع ما كان عليه واستتر به.
قالت الجارية: لا عيش لي بعدك يا مولاي! فرمت بكسوتها ولبست ثوبا خشنا وخرجت معه فودعهما مالك ودعا لهما وأخذ طريقا وأخذا غيره.
فتعبدا جميعا حتى جاء الموت فنقلهما على حال العبادة - رحمة الله عليهما.