[إبراهيم بن أدهم والشيخ الحاج]
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النقور قال: أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان أنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بِشْرَانَ أنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري ثنا أبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي قال: ثنا إبراهيم بن زياد المقرىء ثنا عبد الله بن الفرج قال: حدثني إبراهيم بن أدهم بابتدائه كيف كان قال:
كنت يوما في مجلس لي له منظرة إلى الطريق فإذا أنا بشيخ عليه أطمار وكان يوما حاراً فجلس في فيىء القصر ليستريح.
فقلت للخادم: اخرج إلى هذا الشيخ فأقرئه مني السلام وسله أن يدخل إلينا فقد أخذ بمجامع قلبي فخرج إليه فقام معه فدخل إلي فسلم فرددت - عليه السلام - واستبشرت بدخوله وأجلسته إلى جنبي وعرضت عليه الطعام فأبى أن يأكل فقلت له: من أين أقبلت؟ فقال: من وراء النهر فقلت: أين تريد؟ قال: الحج إن شاء الله تعالى قال: وكان ذلك في أول يوم من العشر أو الثاني فقلت في هذا الوقت؟ فقال: بل يفعل الله ما يشاء.
فقلت: الصحبة فقال: إن أحببت ذلك حتى إذا كان الليل قال: لي قم فلبست ما يصلح للسفر وأخذ بيدي.
وخرجنا من "بلخ" فمررنا بقرية لنا فلقيني رجل من الفلاحين فأوصيته ببعض ما أحتاج إليه فقدم إلينا خبزا وبيضا وسألنا أن نأكل فأكلنا وجاء بماء فشربنا. وقال لي: بسم الله قم فأخذ بيدي فجعلنا نسير وأنا أنظر إلى الأرض تجذب من تحتنا كأنها الموج.
فمررنا بمدينة بعد مدينة فجعل يقول: هذه مدينة كذا هذه مدينة كذا هذه "الكوفة" ثم قال: الموعد هاهنا في مكانك هذا في الوقت من الليل حتى إذا كان الوقت إذا به قد أقبل فأخذ بيدي وقال: بسم الله قال: فجعل يقول: هذا منزل كذا هذا منزل كذا وهذه "فيد" وهذه المدينة وأنا أنظر إلى الأرض تجذب من تحتنا كأنها الموج.
فصرنا إلى قبر رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فزرناه ثم فارقني وقال: الموعد في الوقت من الليل في المصلى حتى إذا كان الوقت خرجت فإذا به في المصلى.