نام کتاب : التوجيه والإرشاد النفسي نویسنده : حامد عبد السلام زهران جلد : 1 صفحه : 454
بأحوال الطفل التي لم يعرفا مثلها من قبل، وقد يتحول اهتمامهما لأول مرة إلى الولد على حساب الزوج، وقد يكثران الحماية والتدليل، وإذا أتى طفل جديد ثان في الأسرة تحولت إليه أنظار واهتمام الأسرة وتنمو لدى الطفل الأول "عقدة قابيل"، أي الغيرة من أخيه الثاني وكراهيته. والولد الأكبر يتوقع منه الكثير مما قد لا يستطيع القيام به، وقد يتسلط على إخوته الصغار، وقد يعامله الوالدان معامة خاصة مميزة باعتباره الولد الأكبر، وقد يساويانه بإخوته الأصغر فيشعر بالظلم، وقد يحاسبانه حسابا عسيرا على أي هفوة لأنه الولد الأكبر، وقد يكتب القدر عليه أن يتحمل مبكرا مسئوليات الأسرة إذا مات أحد الوالدين أو كلاهما، وهذا يتطلب منه نضجا مبكرا قد ينجح في تحقيقه وقد يفشل. والولد الأصغر، وهو "آخر العنقود" قد ينال حبا زائدا وتدليلا مفرطا يفسده، وقد يقع تحت طائل سلطة وتسلط إخوته الأكبر، ويعامل على أنه الأصغر مهما كبر فيشعر بالنقص وعدم الكفاية، وقد يكون هذا الولد قد جاء نتيجة حمل غير مرغوب فيه كما في حالات تحديد النسل، فيعتبر "الولد الغلطة" أو الزائد عن المطلوب، وإذا كان والداه قد قاربا مرحلة الشيخوخة، فيحتمل أن يكون عرضة للضعف واضطرابات النمو، وقد يصبح يتيما وهو ما زال بعد في مرحلة الطفولة. والولد الوحيد يكون عادة مركز اهتمام زائد، فهو كل الأولاد، ينال كل التدليل الذي يكون مفرطا فيؤثر تأثيرا سيئا على نمو شخصيته، فيصبح معتمدا على الغير لا يتحمل المسئوليات، يعاني من الوحدة ومن سوء التوافق مع رفاق السن "لقلتهم في الأسرة"، وقد يتضايق الوالدان أحيانا حيث يجدان أنهما لا يستطيعان الاستمتاع بوقتهما منفردين، فثالثهما دائما معهما.
أولاد الزواج السابق: قد يكون لأحد الزوجين أو كليهما أولاد من زواج سابق انتهى بالطلاق أو بالوفاة، وهم إما يعيشون معه أو مع الزوج السابق أو أهله من بعده. إن الولد يشعر بخسارة فادحة سواء في حالة طلاق أو وفاة أحد الوالدين، فهذه خبرة أليمة، والأكبر منها أملا وجود زوج أم أو زوجة أب، وقد يكون في بقاء أولاد الزواج السابق بعيدا شقاء يؤثر على سعادة الأسرة، حين تكون هناك مشكلات لرؤيتهم والتردد بين الزوجين المطلقين وغيرة الزوج الحالي، فالولد يعتبر تذكارا دائما للرفيق الغائب الذي سبق حبه والزواج منه، وقد يكون انضمامه إلى الأسرة سببا في تحمل شيء غير مرغوب من زوجة الأب أو زوج الأم[1]. وقد تقع مشاحنات بين الإخوة غير الأشقاء، وقد يضيق الزوج بمطالبهم وهم ليسوا أولاده أو قد يتدخلون أحيانا بالوقيعة بتحريض من الوالد المطلق. وقد يقوم الولد بسلوك عدواني تجاه زوج الأم أو زوجة الأب، لأن [1] يقول المثل العامي: "مرات الأب خدها يارب". ويقول آخر: اللي يتجوز أمي أقول له يا عمي".
نام کتاب : التوجيه والإرشاد النفسي نویسنده : حامد عبد السلام زهران جلد : 1 صفحه : 454