أخرجه مسلم: "رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لآل حزم في الرقية"، وقال لأسماء: "ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة؟ أتصيبهم الحاجة؟ " قالت: "لا، ولكن العين تسرع إليهم". قال: "أرقيهم"، فعرضت عليه، فقال: "أرقيهم". وقوله "ضارعة" أي نحيفة.
وورد في مداوة العيون ما أخرجه أبوداود من رواية الأسود عن عائشة قالت: "كان النبي لصلى الله عليه وسلم، يأمر العائن أن يتوضأ، ثم يغتسل منه المعين " [1].
وقد جاء كيفية اغتساله، فيما رواه الإمام أحمد والنسائي، وصححه ابن حبان من طريق الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف: "أن أباه حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج، وساروا معه نحو ماء، حتى إذا كانوا بشعب الخرار من الجحفة، اغتسل سهل بن حنيف - وكان أبيض حسن الجسم والجلد - فنظر إليه عامر بن ربيعة فقال: "ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة"، فلبط - أي صرع وزنى ومعنى - سهل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "تتهمون به من أحد؟ " قالوا: "عامر بن ربيعة". فدعا عامرا، فتغيظ عليه، فقال: "علام يقتل أحدكم أخاه؟ هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت"، أي- دعوت بالبركة، كما في رواية ابن ماجه. ثم قال له: "اغتسل له"، فغسل وجهه ويديه، ومرفقيه، وركبتيه وأطراف رجليه، وداخل إزاره في قدح، ثم يصب ذلك الماء عليه رجل من خلفه، على رأسه وظهره، ويكفأ القدح، ففعل به ذلك فراح سهل مع الناس ليس به بأس.
والحديث في الموطأ - وفيه عن مالك حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل إنه سمع أباه يقول: اغتسل سهل- فذكر نحوه وفيه - فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر، فقال: "ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء، فوعك سهل مكانه واشتد [1] فتح الباري 15/251.