responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العاقبة في ذكر الموت نویسنده : الأشبيلي، عبد الحق    جلد : 1  صفحه : 134
وَقيل لَهُ قل لَا إِلَه إِلَّا الله فَقَالَ مَا نَسِيته فأذكره
وَلما نزل الْمَوْت ببشر الحافي وَكَانَ على عليائه من الْعِبَادَة والزهادة شقّ عَلَيْهِ وساءه ذَلِك فَقيل لَهُ أَتُحِبُّ الْحَيَاة يَا فلَان فَقَالَ يَا قوم الْقدوم على الله شَدِيد
وَلما حضر أَبَا سُلَيْمَان الدَّارَانِي الْمَوْت قَالَ لَهُ أَصْحَابه أبشر فَإنَّك تقدم على رب غَفُور رَحِيم فَقَالَ لَهُم أَلا تَقولُونَ تقدم على رب يحاسبك بالصغير ويعاقبك بالكبير
فَأَبُو سُلَيْمَان هَذَا غلب عَلَيْهِ الْخَوْف فِي هَذِه الْحَالة فَتكلم عَن حَاله
وَقيل لرويم عِنْد الْمَوْت قل لَا إِلَه إِلَّا الله فَقَالَ مَا أحسن غَيرهَا وَكَانَ رُوَيْم هَذَا من الصَّالِحين ويروى أَنه كَانَ يَدْعُو الطير فتجيبه
واحتضر بعض الصَّالِحين فَبَكَتْ امْرَأَته فَقَالَ مَا يبكيك قَالَت عَلَيْك أبْكِي قَالَ إِن كنت باكية فابكي على نَفسك فَأَما أَنا فقد بَكَيْت على هَذَا الْيَوْم مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة
وَلما حضرت أَبَا عَليّ الرُّوذَبَارِي الْوَفَاة وَكَانَ رَأسه فِي حجر ابْنَته فَاطِمَة فَفتح عَيْنَيْهِ ثمَّ قَالَ هَذِه أَبْوَاب السَّمَاء قد فتحت وَهَذِه الْجنان قد زخرفت وَهَذَا قَائِل يَقُول يَا أَبَا عَليّ قد بلغناك الرُّتْبَة القصوى وَإِن لم تردها ثمَّ قَالَ
وحقك لانظرت إِلَى سواك ... بِعَين مَوَدَّة حَتَّى أَرَاك
أَرَاك معذبي بفتور لحظ ... وبالخد المورد من حياك
أَرَاك منعمي بجميل ظن ... وبالأمن المكرم من رضاك
فَلَو قطعتني فِي الْحبّ إربا ... لما نظر الْفُؤَاد إِلَى سواك
وَكَانَ أَبُو عَليّ هَذَا مِمَّن يعبد الله لذاته وَكَانَ يَقُول لَا أُرِيد الْجنَّة وَنَعِيمهَا إِنَّمَا أريدك يَا رب

نام کتاب : العاقبة في ذكر الموت نویسنده : الأشبيلي، عبد الحق    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست