responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العاقبة في ذكر الموت نویسنده : الأشبيلي، عبد الحق    جلد : 1  صفحه : 301
ابْنك أَو غَيرهمَا من وَرثتك وَأَنت إِنَّمَا حصل لَك مِنْهَا مَا أنفقته فِي الْحَال لَا مَا اعددته للمآل وَتركت ذَلِك لمن لَا يحمدك وَلَا يشكرك وَلَعَلَّه ينفقها فِي مَعْصِيّة فَتكون أَنْت السَّبَب فِيهَا وَيكون مَالك العون عَلَيْهَا أَو ينفقها فِي طَاعَة فترى مَالك فِي ميزَان غَيْرك تشقى أَنْت بِهِ وينعم بِهِ سواك
وان كنت قد أنفقتها فِي مَعْصِيّة رَبك وَمُخَالفَة مَوْلَاك وَاتِّبَاع هَوَاك واطلقت فِيهَا شهوتك وَأرْسلت فِيهَا لذتك فيا وَيلك ثمَّ يَا وَيلك من أَسِير شدّ خناقه وَأحكم وثَاقه وَثبتت على عُنُقه أرباقه وطولب بِمَا جناه وَأخذ بِمَا كسبت يَدَاهُ وَقيل لَهُ لَا تلم فِيمَا أنضج من جسمك وطبخ فيداك اوكتا وفوك نفخ وَلَا تبك من سهم أنفذك وأصماك فطرفك أَشَارَ إِلَيْك وساعدك رماك
وَإِن أخذت ذَلِك بِالْغَصْبِ وَالظُّلم وَسَائِر أَنْوَاع الْمُحرمَات والأمور الْمَحْظُورَات فقد علمت مَا أعد الله للظالمين وَمَا تواعدهم فِي كِتَابه الْمُبين
وَأعلم أَن فِي هَذَا الْيَوْم يصدق الله تَعَالَى قَوْله فلنسألن الَّذين أرسل اليهم ولنسألن الْمُرْسلين فلنقصن عَلَيْهِم بِعلم وَمَا كُنَّا غائبين فوربك لنسألنهم أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يعْملُونَ
فَيبْدَأ بالأنبياء عَلَيْهِم السَّلَام فَيَقُول مَاذَا أجبتم قيل فِي تَفْسِيرهَا كَانُوا قد علمُوا وَلَكِن ذهبت عُقُولهمْ وعزبت أفهامهم ونسوا من شدَّة الهول وَعظم الْخطب وصعوبة الْأَمر فَقَالُوا لَا علم لنا إِنَّك أَنْت علام الغيوب
ثمَّ يقربهُمْ الله عز وَجل فيدعى نوح عَلَيْهِ السَّلَام
وَذكر البُخَارِيّ من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يدعى نوح عَلَيْهِ السَّلَام يَوْم الْقِيَامَة فَيَقُول لبيْك وَسَعْديك يَا رب فَيَقُول هَل بلغت فَيَقُول نعم فَيَقُول لأمته هَل بَلغَكُمْ فَيَقُولُونَ مَا أَتَانَا من نَذِير فَيَقُول من يشْهد لَك فَيَقُول مُحَمَّد وَأمته فَيَشْهَدُونَ أَنه بلغ وَيكون الرَّسُول عَلَيْهِم شَهِيدا فَذَلِك قَوْله تَعَالَى وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا لِتَكُونُوا شُهَدَاء على النَّاس وَيكون الرَّسُول عَلَيْكُم شَهِيدا وَالْوسط الْعدْل

نام کتاب : العاقبة في ذكر الموت نویسنده : الأشبيلي، عبد الحق    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست