نام کتاب : العلم نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 94
23- وسئل فضيلته: نرى كثيرًا من الناس يعلم بعض الأحكام الشرعية كتحريم حلق اللحية وشرب الدخان ومع ذلك لا يعمل بعلمه، فما أسباب ذلك؟ وكيف تُعالج هذه الظاهرة الخطيرة؟
فأجاب بقوله: أسباب ذلك هو: اتباع الهوى، وكون الإنسان ليس عنده من الوازع الديني ما يحمله على تقوى الله - عز وجل - في تجنب ما يراه حرامًا، والإنسان إذا حاسب نفسه ورأى أنه راجع إلى ربه مهما طال فإنه قد يغلب هواه وقد يسيطر على نفسه.
ومن أسباب ذلك أيضًا: أن الشيطان يصغر مثل هذه المعاصي في قلب العبد، والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك فقال: "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مَثَل ذلك كمثل قوم نزلوا أرضًا فأتى هذا بعود وهذا بعود وهذا بعود ثم إذا جمعوا حطبًا كثيرًا وأضرموا نارًا كثيرًا" [1]. فهكذا المعاصي المحقرات التي يراها الإنسان حقيرة لا تزال به حتى تكون من كبائر الذنوب.
ولهذا قال أهل العلم: إن الإصرار على الصغائر يجعلها كبائر.
وإن الاستغفار من الكبائر يكفرها، لهذا نقول لهؤلاء: عليكم أن تحاسبوا أنفسكم.
ومن أسباب ذلك أيضا: قلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولو كان كل واحد منا إذا رأى أحدًا على معصية أرشده وبين له أن ذلك مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم فإن العاقل سوف يعتبر ويتغير.
24- وسئل الشيخ: ما الواجب على طالب العلم والعالم تجاه الدعوة إلى الله؟
فأجاب بقوله: الدعوة إلى الله واجبة كما قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] .
وقد جعل الله الدعوة على ثلاث مراتب: الدعوة بالحكمة، وبالموعظة [1] حسن: رواه أحمد 5/331. والطبراني في الكبير 1/166. وذكره الألباني في صحيح الجامع 2687, والروض الأنف 351.
نام کتاب : العلم نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 94