تركه يستشري في الناس، والضرب صفحا عن الكتابة فيه بحجة أن النفوس تأنف من ذكره، ولا تحب سماعه!
وهذا ـ ولا شك ـ خطأ واضح وخلل فادح، فطالما أن المنكر عم خطره واستطار شرره ـ كان من الواجب إنكاره وصده والوقوف في وجهه أو ـ على الأقل ـ التقليل من خطره، فلقد تفشى هذا العمل القبيح في هذه الأعصار، وانتشر في كثير من الأمصار التي تدعي المدنية والحضارة والتقدم، فنظام بعض الدول ـ عياذا بالله ـ يبيح عقد النكاح للرجل على الرجل، بل إن شأن الشاذين قد علا، وصوتهم قد ارتفع، فرفعوا عقيرتهم مطالبين بحقوقهم، فأصبح لهم من جراء ذلك محطات إذاعية، وأصوات في الانتخابات، بل إن بعض الجامعات خصصت منحا دراسية للشاذين، كما أصبح هناك أحياء لهم خاصة بهم.
وعندما فشت تلك الفاحشة عندهم، وأعلنوا بها، وتمردوا على أحكام الله الشرعية فعطلوها ونبذوها وراءهم ظهريا ـ سلط الله عليهم عقوباته القدرية، ففشت فيهم الأمراض المستعصية، والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، ففتكت بهم، وأثارت الذعر في نفوسهم، وأصبحوا يبحثون عن المخرج، ويسعون للعلاج، وكلما وجدوا عقارا نافعا، أو علاجا ناجعا لمرض من الأمراض ـ نزل بساحتهم مرض جديد، فذهلوا به عن الأول، مما جعلهم يقفون واجمين متحيرين أمام هذا الخضم الموار، من تلك الشرور والأخطار، ومهما يك من شيء فإننا لا نستغرب أن تنتشر الفاحشة في مجتمعات الكفار، ذلك لأنهم كفروا بالله ـ عز وجل ـ وليس بعد الكفر ذنب.
ولكن المصيبة العظمى والطعنة النجلاء أن ينتقل هذا الداء العياء إلى